علق عملاق النفط السعودي "أرامكو" على الصورة المتداولة لعامل يعلق صندوقاً على كتفيه، يحتوي على جهاز لتعقيم اليدين، والتي أثارت سخطاً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، بسبب ما اعتبر طبقية وتسليعاً للإنسان دون احترام لآدميته.
إذ عبرت أرامكو عن استيائها من الصورة، وأكدت أن التصرف أُجري دون الحصول على موافقة بالشركة، وقالت في تغريدة نشرتها عبر حسابها على تويتر: "إشارة إلى الصور المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي لأحد الزملاء مرتدياً ما يشبه عبوة للتعقيم في أحد مرافقها، تود أرامكو السعودية أن تعرب عن استيائها الشديد من هذا التصرف المسيء الذي أريد به التأكيد على أهمية التعقيم، دون أخذ موافقة من الجهة المعنية بالشركة".
فيما أضافت: "قامت الشركة على الفور بإيقاف هذا الفعل واتخاذ إجراءات صارمة تحول دون تكراره. وتؤكّد الشركة حزمها ضد المساس بقيمها المبنية على الاحترام والتمسك بأخلاقيات السلوك والتعامل". وذلك بعد أن كانت الفكرة تهدف إلى التوعية بضرورة تعقيم اليدين المستمر للوقاية من فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 100 ألف شخص في أكثر من 70 دولة حول العالم.
لكن حتى هذا الرد أثار سخطاً جديداً، إذ تساءل بعض رواد الشبكات الاجتماعية إذا كان هذا الموظف يمتلك صلاحية لتصميم وتنفيذ الصندوق وارتدائه دون الحصول على موافقة الجهة المعنية، فيما طالب آخرون منفذ الفكرة بأن يقوم بارتداء الجهاز ليوم، حتى يقدر شعور هذا الموظف، فيما يكرم الأخير، وقد تساءل غيرهم عن طبيعة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الشركة بعد هذه الواقعة لمنع تكرارها.
كان الممثل وصانع الأفلام السعودي هشام فقيه من أوائل من نشروا الصورة، معلقاً عليها بـ "طبقية خليجية، إهداء من أرامكو"، وبعدها جرى تداول الصورة بكثرة مع استهجان لتعامل الشركة السعودية مع العمال الأجانب.
وكما يبدو فقد أجبرت "أرامكو" على التعليق تحت تأثير وضغط انتشار الصورة عبر الشبكات الاجتماعية. إذ أكد الصحفي بجريدة "تليغراف" البريطانية إد كلويز في وقتٍ سابق أنه أرسل لأرامكو للاستيضاح عن الواقعة، إلا أن مسؤولاً في قسم العلاقات العامة بالشركة ردّ عليه بـ "أرامكو لن تعلق على أمر كهذا"، لكنه أشار إلى تطابق التي ظهرت حول العامل في الصورة، وبين الصورة المنشورة من قِبل أرامكو، مع صور أخرى من داخل الشركة بينها صورة لوزير البترول السعودي علي النعيمي، أثناء دخوله إلى مقر أرامكو.