كشفت صحيفة The Daily Mirror البريطانية، الإثنين 9 مارس/آذار 2020، أن البابا فرنسيس حث القساوسة على الخروج و"مقابلة المصابين بفيروس كورونا"، في الوقت الذي يتجنب فيه الحشود وسط تفشي المرض الذي أودى بحياة أكثر من 4000 شخص.
تقرير الصحيفة البريطانية أوضح أن رسالة البابا تلك جاءت بعد خضوع أحد القساوسة لفحص فيروس كوفيد-19 في واشنطن العاصمة، وجاءت نتيجته إيجابية، ما دفع المئات من أتباع الكنيسة إلى اللجوء إلى الحجر الصحي الذاتي على سبيل الاحتياط.
يُذكر أن قداس يوم الأحد 8 مارس/آذار، في الفاتيكان، نُقل عن طريق البث المباشر، بعد أن قرر البابا عدم مخاطبة الحشود من نافذة تطل على ميدان القديس بطرس كما كان يفعل عادة.
كما أن البابا لن يتمكن من إلقاء خطابه البابوي من هناك غداً الأربعاء، 11 مارس/آذار، لأن إيطاليا بأكملها تخضع لعزل غير مسبوق يؤثر على حوالي 60 مليون شخص.
رغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها إيطاليا بسبب الفيروس، تدفق عشرات الآلاف من الناس إلى الفاتيكان لرؤية البابا، الذي جاءت نتيجة فحصه مؤخراً بالفيروس الشبيه بالإنفلونزا، المعروف باسم كوفيد-19، سلبية.
بابا الفاتيكان يتخلى عن طقوس تاريخية
ستكون هذه المرة واحدة من المرات القليلة خلال الـ66 عاماً الماضية، التي لن يظهر فيها البابا عند النافذة، وهو أحد الطقوس المتأصلة في تقاليد الكنيسة الرومانية، وتشارك فيه بعض الأسر كل أسبوع.
إذ من المقرر أن يُعقد الخطاب البابوي دون مشاركة الجمهور داخل المكتبة البابوية الرسمية في القصر البابوي في الفاتيكان. وسيُعرض على الإنترنت والتلفزيون.
يُذكر أن الباباوات بدأوا طقس إلقاء خطاب يوم الأحد من النافذة عام 1954، وكانوا يعقدونه كل يوم أحد تقريباً، إلا إذا كان البابا مريضاً أو خارج روما.
بينما قال الفاتيكان أيضاً إن مشاركة أتباع الكنيسة في قداس فرنسيس الصباحي في مقر إقامته تأجل على الأقل حتى 15 مارس/آذار.
البابا ألغى أيضاً فعالية خلوة الصوم الكبير لأول مرة منذ توليه منصبه، لكن الفاتيكان قال إنه يعاني فقط من نزلة برد "دون أعراض مرتبطة بأمراض أخرى".
ثبتت إصابة موظف في الفاتيكان بفيروس كورونا، يوم الجمعة 6 مارس/آذار، وهي أول حالة في الدولة الصغيرة التي تقع في قلب روما. وقال مصدر في الفاتيكان إن المريض شارك في مؤتمر دولي استضافته الأكاديمية البابوية للحياة، الأسبوع الماضي، في مسرح مكتظ على بعد عدة أحياء من الفاتيكان.
كان من بين المشاركين في المؤتمر الذي استمر لمدة ثلاثة أيام عن الذكاء الاصطناعي كبار المسؤولين التنفيذيين لشركتي التكنولوجيا الأمريكيتين مايكروسوفت وIBM.
شوارع خالية ومناطق سياحية مهجورة
تعاني إيطاليا من ثاني أكبر تفشٍّ للفيروس في العالم، بعد الصين. وبلغ عدد الوفيات 463 حالة صباح الثلاثاء، 10 مارس/آذار، فيما بلغ عدد الإصابات 10 آلاف حالة.
هذا وأصبحت مناطق الجذب السياحي الرئيسية في إيطاليا شبه مهجورة، فيما باتت الطرق خالية من حركة المرور بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة.
كما أظهرت كاميرات البث المباشر ندرة الزوار في أماكن مثل الكولوسيوم في روما وكاتدرائية ميلانو، اللذين كانا عادة ما يكتظان بالزوار من جميع أنحاء العالم، وشبّه البعض هذه المعالم السياحية بـ"مدن الأشباح".
في الوقت الذي حذرت فيه الحكومة البريطانية مواطنيها من زيارة إيطاليا، كان مشهد نافورة تريفي المغلقة سريالياً، حيث كان الجنود المسلحون وضباط الشرطة والحراس بستراتهم المميزة هم الأشخاص الوحيدين الحاضرين في المكان قبيل الساعة التاسعة صباحاً.
في مدينة البندقية، التي كان يشكو سكانها من كثرة عدد السياح، لم يكن ميدان كنيسة القديس مرقس مكتظاً بالحشود، وكان حوض القديس مرقس، حيث تلتقي القناة الكبرى وقناة جيوديكا، هادئاً على غير العادة.
60 مليون إيطالي يعيشون حالة طوارئ
أمرت الحكومة جميع سكان البلاد بعدم التنقل إلا للعمل وحالات الطوارئ، وحظرت جميع التجمعات العامة وأجّلت جميع الفعاليات الرياضية، ومنها مباريات كرة القدم، في مرسوم طوارئ يمس حوالي 60 مليون شخص.
إذ قفزت أعداد الوفيات في منطقة لومباردي في ميلانو -التي كانت معزولة بالفعل بعد غلق دور السينما والمسارح والمتاحف وتقييد ساعات عمل المطاعم- بنسبة 25% في يوم واحد إلى 333 حالة، في حين ارتفع عدد القتلى على مستوى البلاد بنسبة 97% إلى 463 حالة، وهي أعلى نسبة في العالم بعد الصين.
بينما قالت وزارة الصحة البريطانية إنه يتعين على البريطانيين العائدين من إيطاليا البقاء في منازلهم وتجنب الاتصال بالآخرين، حتى وإن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة.
فيما نصحت وزارة الخارجية البريطانية المواطنين بعدم السفر إلى البلاد إلا في حالات الضرورة.
في واشنطن العاصمة، شُخِّص القس تيموثي كول، الذي يعمل في كنيسة المسيح في جورج تاون، بإصابته بفيروس كورونا، يوم الإثنين، بعد تفاعله مع المئات من المصلين.
وأصيب عازف الأرغن في الكنيسة بالفيروس القاتل أيضاً. وطُلب من أكثر من 500 شخص شاركوا في القداسات في الفترة بين 24 فبراير/شباط و3 مارس/آذار عزل أنفسهم.
يُذكر أن القس كول -أول شخص يصاب بالفيروس في العاصمة الأمريكية- أدى طقس المناولة في أحد القداسات.