يُعد أنور إبراهيم الأوفر حظاً في قيادة ماليزيا بدلاً من رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد إذا عاد تحالف المعارضة إلى السلطة، في رأي قيادية بارزة في التحالف. إذ قالت وان عزيزة وان إسماعيل، زوجة أنور، وهي نائبة رئيس الوزراء السابقة، ورئيسة تحالف الأمل، الذي انهارت حكومته في الشهر الماضي فبراير/شباط: "سأعقد اجتماعاً، وأعتقد أنَّ صاحب الفرص الأكبر سيكون أنور على الأرجح".
فيما أكملت وان في لقاءٍ صحفي مع شبكة Bloomberg الأمريكية مع المُذيعة هاسليندا أمين: "إنَّ تحالف الأمل باكاتان هارابان سيكون مستعداً لأي شيء، بما في ذلك انتخابات مبكرة. وذكرت أنَّها لا تُعلِّق "آمالاً كبيرة" على الحكومة الجديدة، التي أظهرت تردُّدها بتأجيل أولى الجلسات البرلمانية التي كان من المقرر إجراؤها يوم أمس الإثنين 9 مارس/آذار 2020″.
ثم أضافت: "سيتعيَّن علينا أن ننتظر ونرى كيف ستسير الأمور؛ لأنَّ كل شيء يبدو غير مؤكد، وغير مستقر، وهشَّاً للغاية".
الانشقاق عن التحالف: الخيانة تظل خيانة
وأشارت وان عزيزة إلى إنَّ الأشخاص الذين "شعروا بأنَّهم ليس لديهم ما يكفي" هم الذين أسهموا في سقوط تحالفها. وقالت متحدثةً عنهم: "شعروا على الأرجح أنَّهم يحتاجون إلى المزيد. وأعتقد أن هذا أسقطنا".
أما حين سُئلت عمَّا إذا كانت ستفتح أبوابها لاستقبال أولئك الذين انشقوا عن التحالف، قالت: "يصعب قبول الخيانة في أي ظرف من الظروف. الخيانة تظل خيانة".
انهيار تحالف الغريمين
ظلَّ أنور في الكواليس الخلفية حوالي عامين ينتظر وفاء مهاتير بوعده الذي قطعه في حملته الانتخابية بتعيينه في منصب رئيس الوزراء. لكنَّ مهاتير لم يلتزم بجدولٍ زمني لنقل السلطة إليه حتى في الوقت الذي قال فيه أنور إنَّه يتوقع تولِّي السلطة في مايو/أيار 2020، إلى أن تسببت الخلافات والمشاحنات بين الطرفين في انهيار التحالف.
لكنّ الاتحاد بين الغريمين سيكون أساسياً لتمكين التحالف من تشكيل تحدٍّ حقيقي لحكومة رئيس الوزراء الحالي محي الدين ياسين، الذي تولَّى السلطة بعدما اعتبره الملك أنَّه الأوفر حظاً للحصول على تأييد الأغلبية في البرلمان، وهو الأمر الذي عارضه مهاتير، وقال الأخير إنَّه يعتزم الدعوة إلى التصويت على سحب الثقة من محي الدين فور انعقاد أولى جلسات البرلمان، التي أصبح من المقرر إجراؤها في 18 مايو/أيار 2020.
سقطت الحكومة السابقة من السلطة في نهاية أسبوع أعقب إعلان مهاتير (94 عاماً) أنَّ لديه تفويضاً من التحالف لمواصلة الحكم حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وحتى بعد ذلك، قال إنَّه سيحتفظ بالحق في تقرير ما إذا كان سيتنحى أم لا، وقد تقبَّل أنور كلامه حين كان جالساً بجواره، وقال إنَّه يجب أن يتحلى بالصبر، وكرَّر ذلك مرات عديدة منذ ذلك الحين.
ثم في يوم الإثنين التالي، استقال مهاتير فجأة، قائلاً إنَّه فقد دعم حزب بيرساتو الذي ينتمي إليه، والذي شهد تعاون بضعةٍ من مُشرِّعيه مع التحالف المُنافِس.
معركة تحول الولاءات السياسية
شهدت الأيام القليلة التالية للاستقالة تحوُّل ولاءات الأحزاب السياسية بين مهاتير وأنور، ثم محي الدين. واحتشد تحالف الأمل خلف أنور لبعض الوقت بعدما تغيَّب مهاتير عن حضور اجتماع طارئ. ولكن في ظل حصول محي الدين على دعمٍ كبير، بما في ذلك دعم تحالف الجبهة الوطنية المرتبط بفضائح فساد، لجأ التحالف الذي يدعم أنور إلى مهاتير لمساعدته في الحصول على عدد المقاعد اللازمة لتشكيل الحكومة.
لكن تبيَّن أن هذه الخطوة متأخرة للغاية، إذ سرعان ما أعلن الملك تعيين محي الدين في منصب رئيس الوزراء استناداً إلى إحصاءٍ سابق للأصوات.