أول نائبة محجبة في الكنيست الإسرائيلي: حجابي أثار أحياناً مشاعر معادية للإسلام وأدعو للنظر إلى القدرات والمهارات

عربي بوست
تم النشر: 2020/03/06 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/06 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش
إيمان ياسين خطيب

 شقَّت نائبة مسلمة من الأقلية العربية في إسرائيل طريقها إلى الكنيست، ومن المقرر أن تصبح أول عضوة بالبرلمان الإسرائيلي ترتدي الحجاب، بعد أن حققت الأحزاب العربية أفضل نتيجة لها في انتخابات على الإطلاق، هذا الأسبوع.

فازت إيمان ياسين خطيب (55 عاماً)، بمقعد على لائحة "القائمة المشتركة" التي فازت بخمسة عشر مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 عضواً.

تستمد القائمة معظم أصواتها من الأقلية العربية بإسرائيل والتي تشكل 21 في المئة من السكان، وهم فلسطينيون في الأصل لكنهم إسرائيليون بالمواطَنة.

كانت إيمان، وهي أُمٌّ لأربعة أطفال، تعمل مديرة لمركز اجتماعي بقرية يافة الناصرة في الجليل بضواحي الناصرة، وهي المدينة التي نشأ فيها السيد المسيح، قبل أن تدخل معترك السياسة الوطنية.

قالت وهي تتقبل التهاني وتسمح بالتقاط الصور الذاتية (السيلفي) معها في أحد شوارع الناصرة، إنه من المستحيل ألا يجتذب الحجاب اهتمام الناس، لكن الأهم من ذلك هو ما في داخل الإنسان من قدرات ومؤهلات تمكّنه من الإسهام في النهوض بالمجتمع.

أوضحت: "شكلاً، قضية الحجاب بارزة، لأنه ما في مجال إنه ما تكون مرئية.. ولكن الأهم من كل هذا الموضوع هو كمان الأشياء الموجودة من جوا (داخل الإنسان) اللي هي القدرات والمهارات والإمكانات والعمل لتقدُّم المجتمع".

أضافت أنها تشعر بأن حجابها أثار في بعض الأحيان مشاعر معادية للإسلام بإسرائيل، التي يغلب اليهود على سكانها، البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة.

مضت قائلةً: "أحد الدوافع عن جدّ، الأساسية هي التحديات إللي أنا مرقتها (تجاوزتها)، والصعوبات إللي أنا واجهتها نتيجة لبسي للحجاب في قبولي لمواقع معينة بالذات إذا بنحكي عن مجال العمل". لكنها دعت الناس إلى أن ينظروا إلى ما هو أبعد من الحجاب.

الأقلية العربية في إسرائيل فلسطينيون كانوا يعيشون بدولتهم فلسطين في ظل الحكم العثماني ثم الاستعمار البريطاني، وبقوا بعد إعلان إسرائيل 1948.

يغلب المسلمون على هذه الأقلية، لكنها تضم أيضاً مسيحيين ودروزاً.

يشكو كثير من العرب من التمييز ضدهم في مجالاتٍ مثل الصحة والتعليم والإسكان، واتهم زعماؤهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحريض عليهم خلال الانتخابات الأخيرة.

وردّاً على ذلك يقول حزب ليكود، بزعامة نتنياهو، إن خطته الاستثمارية التي تبلغ قيمتها 15 مليار شيقل (4.34 مليار دولار) للقطاع العربي هي الأكبر على الإطلاق من قِبل حكومة إسرائيلية.

زاد إقبال الناخبين العرب إلى 64.7 في المئة في انتخابات يوم الإثنين، وهي أعلى نسبة مشارَكة منذ 20 عاماً. ومنح هذا الإقبال "القائمة المشتركة" مقعدين زائدين في البرلمان عن انتخابات سبتمبر/أيلول.

أصبحت "القائمة المشتركة" ثالث أكبر حزب في الكنيست بعد "ليكود" بزعامة نتنياهو وحزب أزرق أبيض الوسطي. لكن نفوذها سيكون محدوداً على الأرجح؛ إذ إنه لم يسبق أن انضم أي حزب عربي على الإطلاق إلى حكومة إسرائيلية.

أشار محللون إلى ما يصفونه بالغضب من نتنياهو وحليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كأحد أسباب زيادة الأصوات العربية في هذه الانتخابات، وهي الثالثة التي تجرى في إسرائيل خلال عام.

إيمان ياسين خطيب واحدة من أربع نائبات في الكنيست على لائحة "القائمة المشتركة". وتنتمي إلى فصيل إسلامي بالقائمة يطالب بزيادة الخدمات والحقوق للعرب في إسرائيل، وتؤيد قيام دولة فلسطينية.

قالت إن الوعي يتزايد بين النساء العربيات بأن بوسعهن أن يشاركن بنشاط في المستقبل.

أوضحت قائلة: "رسالتي الأولى: نعم إحنا قادرات بنكون بكل محل، وفيه إمكانية، وفيه عنا (لدينا) ناس ومجتمع إللي هو داعم".

أضافت: "بفكر واحدة من الرسائل المهمة لإلي، إني أوصلها كمان للصبايا الصغار في المجتمع العربي الفلسطيني عنا بالداخل وبالذات الصبايا الملتزمات، إنه يشوفوا إنه فيه إمكانية.. إنه فيه مجال.. وإنه هاد الشيء (ارتداء الحجاب) ما يحدُّ من قدراتهن ورغباتهن".

تحميل المزيد