أشارت تحليلات الصور المُلتقطة بالأقمار الصناعية من جنوب وشرق محافظة إدلب السورية إلى أن قطاعات واسعة من المنطقة لم تعد صالحة للعيش فيها.
أورد تقرير من جامعة هارفارد ومؤسستي وورلد فيجن (World Vision) وأنقذوا الأطفال (Save the Children)، أن ما يقرب من ثلث المباني في مدينتين دُمرت تماماً أو تحطمت، أثناء الهجوم الذي شنته الحكومة على آخر معقل للمعارضة.
ثمة صور أخرى تُظهر حقولاً تمتلئ بالمخيمات للأشخاص المُشردين، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC. وقد نزح ما يقرب من مليون مدني من منازلهم، منذ ديسمبر/كانون الأول 2019 فقط. كما قُتل المئات خلال تلك الفترة أيضاً، وأغلبيتهم ضحايا هجوم الحكومة السورية وحلفائها، وفقاً للأمم المتحدة.
الثلاثاء 3 مارس/آذار 2020، حذّر منسق الإغاثات الطارئة في الأمم المتحدة من أن النازحين "يكافحون من أجل النجاة من أوضاع مروعة"، في حين يُجبر الكثير منهم على النوم في العراء.
تُعد إدلب هي المنطقة الأخيرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة المدعومين من تركيا، الذين حاولوا الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2011.
في السنوات القليلة الماضية، ضاعف تدفق النازحين التعداد السكاني للمحافظة، ليصل إلى حوالي 3 ملايين نسمة، من بينهم مليون طفل.
تُظهر سلسلة من الصور المُلتقطة بالقمر الصناعي، والتي حللها برنامج Signal في مبادرة جامعة هارفارد الإنسانية Harvard Humanitarian Initiative، تأثير الهجمات التي شنتها الحكومة بمساعدة الغارات الجوية الروسية والمُسلحين المدعومين من إيران، الحاصلة في مناطق من إدلب منذ عام 2017.
في المناطق التي خضعت للتحليل قدّر الباحثون أن ما يقرب من ثلث المباني دُمر كلياً أو بشكل جزئي، بفعل القصف الجوي أو القتال البري.
بينما هرب المواطنون قبل هجمات الحكومة أو خلالها، ترى منظمات الإغاثة أن الدمار الذي لحق بالبيوت وبالبنية التحتية المدنية الحيوية، سيجعل عودة العائلات إلى هذه المناطق شبه مستحيل في المستقبل القريب، وفقاً لما جاء في التقرير.
تُظهر صور أخرى مخيمات النازحين في شمالي إدلب، التي تضاعف عددها مرتين أو ثلاث مرات منذ سبتمبر/أيلول 2017 وفبراير/شباط 2020، وفقاً للتقرير أيضاً.
يُلاحظ انتشار المخيمات فوق ما كان في السابق أرضاً زراعية. وفي المرتين، تبدو الكثافة السكانية في تزايُد بين العامين 2018 و2019، مع زيادة ملحوظة خلال العام الماضي.
قالت سونيا خوش، مديرة مؤسسة أنقذوا الأطفال في سوريا: "كانت نتيجة القصف المتواصل أن أُخليت قطاعات واسعة من إدلب في غضون أسابيع، إلى جانب العواقب الكارثية على مئات الآلاف من الأطفال والنساء".
أضافت سونيا: "هناك نصف مليون طفل محتشدين في المخيمات والملاجئ على حدود تركيا، دون القدرة على الوصول إلى أساسيات الحياة الكريمة: كالمكان الدافئ والنوم، والماء النظيف، والطعام المغذي والتعليم. تكتظ العائلات بما يفوق القدرة على التحمل، وشركاؤنا في الميدان عاجزون أمام حجم الاحتياجات.
تابعت سونيا: "لا يمكن أن يواصل العالم المشاهدة والانتظار بينما الأطفال يُقتلون ويُصابون ويُشردون على نطاق هائل".