عرض مراسل حربي روسي مشاهد لآثار القصف التركي بطائرات مسيّرة لمواقع تابعة لقوات نظام بشار الأسد في إدلب شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أن استخدام هذا السلاح صعّب من مهمة قوات النظام.
المشهد عن قرب: ظهر يفغيني بودوبني في ريف إدلب، ونشر مقطعَي فيديو تحدَّث فيهما عن الضربات العنيفة التي تلقَّتها قوات النظام من الطائرات التركية المسيّرة، قائلاً إن "الأتراك لا يدخرون جهداً أو إمكانيات في سبيل استهداف كل ما هو متحرك لدى القوات النظامية السورية (قوافل الإمداد، السيارات المنفردة، الشاحنات الصغيرة، الدراجات النارية)"، وفقاً لما ذكره موقع "عكس السير" السوري.
أشار بودوبني إلى أن قوات النظام أصبحت تتعمد إخفاء المركبات لتجنب القصف بالطائرات المسيّرة، كما أنها اضطرت لتقليل الحركة على الجبهات للضرورة القصوى فقط، مؤكداً أن تلك الطائرات تعمل ليل نهار، وهو ما جعل "كل شيء غاية في الصعوبة لدى جيش النظام".
كذلك أشار الصحفي الروسي إلى أن خسائر قوات النظام في الأيام الأخيرة كانت بواسطة الطائرات المسيّرة، قائلاً: "حتى الدراجات النارية استهدفتها".
بالإضافة إلى هذا، قال بودوبني إنه "ما لم يتم تطهير الأجواء من الطائرات التركية فإنه سيكون من الصعب على الجيش النظامي الاحتفاظ بالسيطرة على الأرض، فالمعارضة لا تستطيع فعل أي شيء بمعزل عن الطائرات"، وفق تعبيره.
أحد المشاهد التي عرضها الصحفي الروسي تُظهر عربةً عسكريةً مُدمرة، وكان الدخان لا يزال يتصاعد منها، أما في محيطها فبدا واضحاً تأثير القصف العنيف.
ما هي الطائرة المُستخدمة؟ تستخدم تركيا في هجومها الحالي على قوات النظام في إدلب طائرة مسيّرة تُدعى "بيرقدار"، التي هندسها صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سلجوق بيرقدار، التي بدأت المرحلة الأولى في تطويرها عام 2007، وتم تطويرها مرة أخرى في العام 2012.
تقول وكالة الأناضول التركية، إن طائرة "بيرقدار TB2" بدون طيار، بإمكانها التحليق في الهواء لمدة 25 ساعة دون انقطاع، والقيام بمهامها خلال الليل والنهار، وتستطيع نقل حمولة بوزن 100 كيلوغرام.
تعمل الطائرة على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها في الأجواء، فضلاً عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر محمولة على متنها.
كانت شركة "روكتسان" التركية المتخصصة في صناعة الصواريخ والقذائف قد دمجت صواريخ محلية من نوع "MAM-L ve MAM-C'yi" في هذا الطراز من الطائرات.
كذلك فإن الطائرة تتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، كما أنها تعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلاً عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
خسائر كبيرة: أسفر القصف التركي على مواقع لقوات النظام، الجمعة 28 فبراير/شباط 2020، عن مقتل 56 جندياً من قوات الأسد، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع التركية، ومن بينهم ضباط في الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى جنود من "حزب الله"، كما أعلنت أنقرة عن تدميرها منشأة للأسلحة الكيميائية تابعة للنظام في ريف حلب.
من بين أبرز العسكريين الذين خسرهم نظام الأسد في الضربات التركية، اللواء الركن برهان رحمون، قائد اللواء 124، التابع للحرس الجمهوري، حيث نعته صفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى رحمون، قُتل أيضاً العميد إسماعيل علي، قائد الكتيبة 873، والعقيد مازن فرواتي، والمُقدم محمد حمود.
كانت القوات التركية قد ركّزت قصفها، أمس الجمعة، على مواقع جنود نظام الأسد وقوات موالية لها في معامل الدفاع للبحوث العلمية بمنطقة السفيرة في ريف حلب الشرقي، والتي تعرضت لضربات بصواريخ أرض-أرض.
جاء هذا القصف رداً على قتل النظام لـ33 جندياً تركياً في إدلب، في حادثة أثارت توتراً في العلاقات بين موسكو التي تدعم الأسد، وأنقرة التي تدعم المعارضة.