وصفت الرئاسة المصرية، الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2020، الرئيس المصري الأسبق الراحل حسني مبارك بأنه أحد "أبطال أكتوبر"، وذلك بعد وقت قصير من الإعلان عن وفاته، في حين سيتم تشييع جثمانه في جنازة عسكرية.
تفاصيل أكثر: وكالة رويترز نقلت بياناً عن الرئاسة المصرية يمثل أول تعليق لها على وفاة مبارك، جاء فيه أن "مبارك أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة"، في إشارة إلى الحرب التي شنتها مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973، وأشار البيان إلى الرئاسة تقدمت بالعزاء لأسرة مبارك.
من جانبها، قالت وسائل إعلام مصرية إنه سيجري تشييع جثمان مبارك في جنازة عسكرية، وذلك على الرغم من إدانته في قضية فساد مالي تتعلق بقصور الرئاسة إبان فترة حكمه.
لم يصدر تأكيد رسمي بعد حول موعد إقامة الجنازة، لكن موقع "القاهرة 24" قال إن الجنازة ستُقام الأربعاء 26 فبراير/شباط 2020، عقب صلاة الظهر من مسجد المشير طنطاوي بمنطقة التجمع الخامس.
من جانبها، قالت صحيفة "اليوم السابع" إن مبارك سيكون مشمولاً في "القانون 35 لسنة 1979 بشأن تكريم كبار قادة القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 والاستفادة من الخبرات النادرة للأحياء منهم".
وفقاً للصحيفة أيضاً فإن القانون تم نشره في تاريخ 26 / 5 / 1979، وينص على أن "يستمر الضباط الذين كانوا يشغلون وظائف قادة الأفرع الرئيسية ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في حرب السادس من أكتوبر 1973 في الخدمة بهذه القوات مدى حياتهم".
ماذا تعني الجنازة العسكرية؟ يُقام هذا النوع من الجنائز في مصر "للشهداء من الضباط والصف والجنود الذين سقطوا خلال أداء واجبهم الوطنى دفاعاً عن الأرض، كما أنها تقام أيضاً لمن شغلوا المناصب القيادية والتعبوية داخل القوات المسلحة، مثل منصب وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية، وكل من حصل على رتبة الفريق".
تشير صحيفة "اليوم السابع" إلى أن الجنازة العسكرية تتم من خلال عربة مدفع تجرّها الخيول، ويوشح جثمان المتوفى بعلم مصر، وتسبقه طوابير من الضباط والصف والجنود والموسيقى العسكرية، التى تقدم معزوفات جنائزية معروفة معدة لهذه المناسبة، بالإضافة إلى حملة الزهور والنياشين والأنواط التى تقلدها المتوفى خلال مسيرة حياته.
لا تقتصر الجنازات العسكرية على العسكريين فقط، بل يتم إقامتها للمدنيين أيضاً بعد التصديق من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أو من وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، حيث يمنح من حصل على وسام رفيع أو أنواط مدنية جنازة عسكرية وفقاً للبروتوكولات المعمول بها، على الرغم من أن القانون رقم 12 لسنة 1972 لم يعط هذا الحق لمن يحملون الأوسمة والأنواط المدنية، على رأسها قلادة النيل وقلادة الجمهورية ووشاح النيل ووسام الجمهورية، وغيرها من الأوسمة والأنواط.
مبارك وحرب أكتوبر: في الذكرى الـ 46 لحرب أكتوبر التي جاءت في 15 تشرين الأول 2019، كان مبارك قد كشف للمرة الأولى تفاصيل لم تكن معروفة عن دوره في تلك الحرب.
قال مبارك حينها في مقطع مصوَّر نشره ابنه علاء عبر موقع يوتيوب، إنه "كان أحد الذين شاركوا في اختيار 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، موعداً لشنّ الحرب ضد إسرائيل".
روى مبارك الذي كان قائداً لسلاح الجو خلال الحرب، ذكرياته عن هزيمة 1967 التي قال إنها لم تكن حرباً، وقال: "لقد ضربنا دون سابق إنذار أو خطة"، وكذلك حرب الاستنزاف (يوليو/تموز 1967 – أغسطس/آب 1970) ودورها في المساهمة بالانتصار خلال حرب أكتوبر ودوره آنذاك.
كان شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، قد شن في الخامس من يونيو/حزيران لعام 1967، هجوماً مباغتاً على قواعد سلاح الجو المصري، لتبدأ شرارة حرب الأيام الستة، أو ما عرفت بـ "النكسة"، وأدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي، و800 إسرائيلي، وتدمير من 70-80% من العتاد الحربي في الدول العربية، مقابل 2-5% في "إسرائيل"، وفق إحصائيات إسرائيلية.
كانت هذه الهزيمة أحد أسباب حرب أكتوبر، حيث أشار مبارك إلى أن "الرئيس الراحل أنور السادات حينما قرر الحرب عملنا خطة، وأخذت وقتاً طويلاً للتشاور بين الدفاع الجوي والجيش الثاني والثالث، بحضور الفريق سعد الدين الشاذلي (رئيس الأركان في حرب أكتوبر)، وأحمد إسماعيل (وزير الحربية الأسبق)، وبدأت التحضيرات الرسمية منذ أبريل (نيسان) 1973".
لفت الرئيس الراحل إلى "زيارة وفد عسكري سوري للقاهرة، في أغسطس/آب للاجتماع لتحديد موعد العمل الحربي، وكنت ضمن المشاركين فيه، وتم الاستقرار على 6 أكتوبر".
كما أشار إلى أن خلافاً نشب بين الشاذلي والسادات على تكتيكات المعركة إبان الحرب التي شنتها مصر على إسرائيل لتحرير سيناء، وهو ما انتهى إلى استبعاد الشاذلي من رئاسة الأركان، قبل أن يعيّن سفيراً لمصر في إنجلترا والبرتغال، وظل بعيداً عن الإعلام في عهد مبارك.
قاد مبارك القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973، ورقى إلى رتبة فريق طيار في فبراير/ شباط 1974، وتم تعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية، محمد أنور السادات، في أبريل 1975، ومن ثم أصبح رئيساً عقب اغتيال السادات عام 1981.