واصلت الطائرات الإسرائيلية، مساء الإثنين 24 فبراير/شباط 2020، شنَّ غارات عنيفة على مواقع وأهداف فلسطينية، تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في مناطق بقطاع غزة، رغم إعلان الحركة وقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن المقاتلات الإسرائيلية تشن غارات على مواقع تتبع للجناح المسلح لحركة "الجهاد"، في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
كما تشهد أجواء القطاع تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية، والطائرات المُسيَّرة، في حين تسمع بين الفينة والأخرى أصوات انفجارات، ناجمة عن القصف الإسرائيلي.
سياق الخبر: استهداف قطاع غزة يأتي في الوقت الذي قالت فيه "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية، إنها "أنهت ردها العسكري" على القصف الإسرائيلي الذي استهدف غزة ودمشق، وأسفر عن مقتل 3 من عناصرها.
في حين سبق أن أعلنت "سرايا القدس" مسؤوليتها عن إطلاق قذائف من القطاع باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
إجراءات سبقت التصعيد: كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق، أنه رصد إطلاق 50 قذيفة من غزة، يوم الإثنين، تم اعتراض نحو 90 بالمئة منها، بواسطة منظومة القبة الحديدية.
في حين بدأ التوتر، صباح الأحد، حينما قتل الجيش الإسرائيلي أحد عناصر "سرايا القدس"، ويدعى محمد الناعم (27 عاماً)، وأصاب 3 آخرين، قرب السياج الأمني، جنوبي القطاع.
أثار مقطع مصور، يُظهر جرافة إسرائيلية تسحل جثمان الفلسطيني محمد الناعم، غضب الفلسطينيين. ومساء الأحد، قصف الجيش الإسرائيلي موقعاً لحركة "الجهاد"، قرب العاصمة السورية دمشق؛ وهو ما أسفر عن مقتل شخصين.
نتائج التصعيد الإسرائيلي: أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، مساء الإثنين، أنها استأنفت إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، رداً على القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. جاء ذلك في تغريدة لأبو حمزة، الناطق باسم "سرايا القدس"، على حسابه بموقع تويتر".
أضاف: "كنا قد أعلنّا إنهاء ردّنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خانيونس ودمشق، ولكن العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا.. لذلك نعلن أننا قمنا بالرد؛ تأكيداً لمعادلة القصف بالقصف".
تابع: "نقول للعدو: لا تختبرنا وسنُرسّخ معادلة الرد بالرد، ولن تخيفنا تهديداتكم".
تحذيرات دولية من تداعيات الحادث: حيث أعرب مجلس الأمن الدولي، الإثنين، عن قلقه الشديد من "تجدُّد العنف" بقطاع غزة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير مارك بيكستين، الذي تتولى بلاده رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري، للصحفيين عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة بشأن القضية الفلسطينية.
أبدى بيكستين قلقه الشديد من ارتكاب العنف ضد المدنيين، مؤكداً "الحاجة إلى بذل جهود جماعية لإطلاق مفاوضات ذات مصداقية بشأن كل قضايا الحل النهائي المرتبطة بعملية السلام في الشرق الأوسط".
إلى ذلك قال السفير البلجيكي: "استمع أعضاء المجلس إلى إفادة من المنسق الأممي الخاص (لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف)، وأعربوا عن قلقهم الشديد من العنف ضد المدنيين".
أردف قائلاً: "أكد أعضاء المجلس خلال مشاوراتهم، ضرورة تحقيق سلام دائم وعادل بالمنطقة، ودعمهم القوي لإجراء مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تهدف إلى إقامة الدولتين استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".