الصبي ضحية التنمر الذي “أراد الموت” أسر قلوب العالم ويرحب به الجميع.. حتى المحتالون!

يواصل العالم التعبير عن دعمه وتعاطفه مع الصبي، كوادين بايلز، بعد أن نشرت والدته فيديو له يقول فيه إنه يريد أن يموت بسبب التنمّر الذي يتعرض له في المدرسة، إذ حظي الفتى بدعم مالي وعاطفي من الكثيرين حول العالم. لكن أيضاً جذبت القصة المفجعة أيضاً انتباه المحتالين ومتصيدي الإنترنت.

حسب تقرير لصحيفة The Daily Mirror البريطانية، السبت 22 فبراير/شباط 2020، استقبلت جماهير الرغبي الصبي الذي يعاني من القزامة كان قد أخبر أمه أنه يريد أن يموت بسبب التنمّر الذي يتعرض له في المدرسة، بالتصفيق والترحاب الشديد عندما قاد لاعبي الرغبي إلى داخل الملعب اليوم السبت. 

أسر كوادين بايلز قلوب المتابعين حول العالم بعد أن نشرت والدته ياراكا مقطع فيديو له وهو يبكي في سيارة العائلة، متوسلاً إياها كي تمنحه حبلاً ليشنق نفسه به. 

دعم من جميع أنحاء العالم

غُمِر كوادين بالدعم من جميع أنحاء العالم بعد أن انتشر المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتلقى دعوة لتقدم فريق دوري الرغبي الأسترالي إنديجيناس أول ستارز إلى داخل أرض الملعب. 

تهلل الحشد في ملعب روبينا في مدينة غولد كوست الأسترالية فور رؤيتهم كوادين يسير جنباً إلى جنب مع جويل تومسون قائد الفريق قبل مباراته ضد فريق دوري الرغبي النيوزيلندي ماوري أول ستارز.

قال عدد من المعجبين على وسائل التواصل الاجتماعي إنهم أصيبوا بـ"القشعريرة" و "اختنقت حلوقهم بالدموع" عندما رأوا الصبي بين أبطاله.

يأتي ذلك بعدما نشر فريق دوري الرغبي الأسترالي إنديجيناس أول ستارز رسالة من القلب موجهة لكوادين عبر مقطع فيديو لهم، يوم الخميس 20 فبراير/شباط.

إذ قال لتريل ميتشيل، نجم الرغبي الأسترالي في رسالتهم المصورة: "مرحباً كوادي. أردت فقط تمني الأفضل لك، نعلم أنك تمر بوقت عصيب حالياً لكن الشباب هنا لأجلك". وتابع: "نحن هنا لمساندتك. ونريد فقط التأكد من أنك بخير". "نريدك معنا، ونود لو تقودنا إلى داخل الملعب في عطلة نهاية الأسبوع. يعني ذلك لنا أكثر مما قد يعنيه لك يا صاحبي". 

وختم رسالته قائلاً: "تأكد من أنك تعتني بنفسك ونأمل أن نراك في اليومين المقبلين".

دعم الرياضيين ونجوم السينما

قبل المباراة، وقف كوادين أمام الكاميرا بصحبة جوناثان ثورستون، المعلق والنجم السابق لفريق نورث كوينزلاند كاوبويز، واختلط بلاعبي إنديجيناس أول ستار في غرفة ارتداء الملابس. 

قال المدرب لوري دالي: "نريد احتضانه ودمجه هو وعائلته في بعض أنشطتنا على مدار الـ48 ساعة القادمة، ليس من أجل شيء إلا أن نظهر له أننا نهتم لأمره وأننا هنا من أجله". 

يذكر أن كوادين تلقى كذلك رسائل مؤثرة من نجوم السينما. بما في ذلك رسالة من الممثل هيو جاكمان، نجم سلسلة أفلام X-men والنجم مارك هاميل، الذي أدى شخصية لوك سكاي ووكر في فيلم Star Wars. 

حتى المحتالون أيضاً جذبتهم القصة

لسوء الحظ، جذبت القصة المفجعة أيضاً انتباه المحتالين ومتصيدي الإنترنت. 

وأصدرت والدة كوادين تحذيراً بشأن سلسلة صفحات غير مصرّح بها أُنشئت لجمع الأموال وتدعي أنها تجمع الأموال لابنها. 

اضطرت ياراكا أيضاً لإنكار نظريات المؤامرة التي تزعم أن مقطع الفيديو الخاص بها عرض بغرض كسب المال وأن كوادين يبلغ من العمر 18 عاماً.

قبل نشر الفيديو، كان لدى الصبي أكثر من 90 ألف متابع على منصة Instagram وصوُر بينما يرتدي ملابس باهظة الثمن تحمل بصمات مصممي الأزياء.

ولكن لا يعني أي من هذا أن كوادين لم يتعرض للتنمر في المدرسة، فضلاً عن أن جميع المتشككين لم يفلحوا في تقديم أي دليل ملموس على كونه محتالاً.

يذكر أن ما تسبب في إثارة الشائعات هو صورة للفتى بينما كان يقف بجوار لافتة مضيئة تحمل رقم 18، وهو ما تسبب في اعتقاد الناس أن هذا هو عمره، لكن منشوراً على حساب Instagram الخاص به أوضح أنه كان يحتفل بعيد ميلاد صديقه غارلين، وليس عيد ميلاده. 

قصة الصبي مع التنمر "قديمة"

في عام 2015، ظهر كوادين ووالدته في برنامج Studio 10 الصباحي الأسترالي لزيادة الوعي بحالته الصحية وبالتنمّر الذي يتعرض له. كان كوادين في الرابعة من عمره آنذاك، وأوحى مظهره بأن هذا هو عمره حقاً دون أي جدال خلال المقابلة.

اهتمت مغنية الراب كاردي بي كذلك للدفاع عن كوادين، إذ قالت: "يظل الجميع يرددون إنه يكذب بشأن عمره. لا أعتقد حقاً أنه يكذب بشأن عمره. ولا يعني وجود مقاطع فيديو له يستعرض فيها المال ويتصرف كرجل عصابات محاولاً أن يبدو رائعاً وما إلى ذلك أنه لن يتعرض للتنمّر من الأطفال".

تابعت: "بحقكم. لأنه فقط يتصرف بطريقة معينة ويحاول أن يبدو رائعاً، ربما يحاول والداه تعزيز كبريائه وحثه على التصرف بطريقة معينة من أجل حسابه على Instagram".

كما أردفت النجمة بتوجيه السباب للمشككين، إذ قالت: "إنكم تظهرون على غير حقيقتكم يومياً من أجل صور Instagram أيها الأوغاد. وتتظاهرون وكأنكم تملكون الأموال أيها المفلسون".

في العام الماضي، أخبرت ياراكا، الناشطة في مجال حقوق السكان الأصليين، صحيفة Courier-Mail الأسترالية كيف حاول ابنها أن يقتل نفسه عندما كان عمره ست سنوات فقط. 

إذ علقت على ذلك قائلة: "صدمت للغاية. صدقاً لم أكن أعتقد أنه سيعرف في عمر الست سنوات ما هو الانتحار أو كيف يقدم عليه".