تسعى الرياض إلى إعادة المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، إلى الواجهة، بعدما قالت النيابة العامة في ديسمبر/كانون الأول 2019 "إنه بريء من قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي" في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول في تركيا.
الصورة الكبيرة: بدأ القحطاني الابتعاد عن الأنظار بعد إعفائه من مهامه عقب قتل خاشقجي، لكن النيابة العامة السعودية أصدرت قرار تبرئته، ما جعله يحاول العودة مجدداً إلى الصفوف الأمامية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول، السبت 22 فبراير/شباط 2020.
في هذا الإطار، نشر تركي آل الشيخ، مدير الهيئة العامة للترفيه، والصديق المقرب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مقطع فيديو على حسابه على تويتر، يتضمن قصيدة ألفها القحطاني للاحتفال بقرار تبرئته من عملية الاغتيال، واصفاً إياها بأجمل قصيدة.
تحتوي القصيدة على الكثير من عبارات المديح للقضاء السعودي، واتهامات لعدد من وسائل الإعلام القطرية بشن حملات معادية للسعودية، إلى جانب انتقادات لتاريخ الجمهورية التركية.
الوكالة قالت إن "وسائل إعلام عالمية فسّرت قيام المسؤولين السعوديين بإعادة نشر قصيدة القحطاني، بأنها محاولة لإعادة تكليفه بمهام مجدداً".
أثار نشر القصيدة انزعاجاً لدى عائلة المعتقلة السعودية لجين الهذول، التي تتهم القحطاني بأن له دوراً في تعذيب ابنتهم، وكتبت لينا الهذول، شقيقة لجين، في تعليقها على تغريدة آل الشيخ: "سعود القحطاني يحتفل مرة أخرى، إنه الشخص الذي عذب أختي لجين الهذلول، مكان سعود القحطاني وراء القضبان فقط، وأنا لن أستسلم حتى تحقيق ذلك".
اعتُقِلَت لُجين ومعها 10 سيدات أخريات في حملة تمشيط استهدفت النساء الجريئات اللاتي دافعن عن حقهن في قيادة السيارات قبل أن تسمح المملكة للنساء بالقيادة، وشملت الاعتقالات ناشطات مخضرمات مثل عزيزة اليوسف، والمُدوِّنة إيمان النفجان.
المشهد العام: برز اسم القحطاني بشكل كبير خلال التحقيقات في عملية قتل خاشقجي، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهو واحد من من أقوى الشخصيات في المملكة، بصفته أحد كبار مستشاري وليّ العهد، بحسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
في 5 ديسمبر/كانون الأول 2018، كان القضاء التركي قد أصدر مذكرة توقيف بحق أحمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق، والقحطاني، للاشتباه بضلوعهما في جريمة قتل خاشقجي، وطالب بتسليم باقي المتهمين.
كذلك تمت تسمية القحطاني كواحد من العقول المدبرة لجريمة إسطنبول من قِبل عدة تقارير، من بينها تحقيق الأمم المتحدة الذي قاده خبير حقوق الإنسان أغنيس كالامارد في يونيو/حزيران 2019.
تم تحديد اسمه أيضاً من قِبل المخابرات الأمريكية كزعيم لـ "فرقة الموت" التي قضت على خاشقجي في القنصلية، وكان من أوائل الأشخاص الذين تم حظرهم من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من البلدان الأوروبية.
عودة للوراء: كانت النيابة العامة في السعودية، أعلنت صدور أحكام بإعدام 5 أشخاص في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كما حكمت على 3 آخرين بالسجن لفترات يصل مجملها إلى 24 عاماً.
برّأت النيابة القحطاني، وعسيري، والقنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي من التهم الموجهة إليهم، لعدم كفاية الأدلة.
أثار قتل خاشقجي ردود فعل سلبية وانتقادات واسعة للمملكة على مستوى العالم، وأثّر ذلك على صورتها بشكل سلبي على نحو واسع.