قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن ظهرت على غلاف مجلة Time الأمريكية قبل أيام من الذكرى السنوية لحادثة إطلاق النار في مسجدين بمدينة كرايستشيرش، التي شهدت مقتل 51 شخصاً على يد شخصٍ مُسلَّح.
جاسيندا تلقَّت إشاداتٍ لقيادتها المُتعاطفة في أعقاب الحادثة التي وقعت في 15 مارس/آذار من العام الماضي. ومن المقرر أن تُجرى مُحاكمة المتهم في يونيو/حزيران المُقبل.
فبعد أكبر حادث إرهابي شهدته البلاد في التاريخ الحديث، ارتدت جاسيندا الحجاب وأدلت بتصريحاتٍ قوية ضد العنصرية والانقسام، وكرَّرت عبارة: "إنهم مننا"، ثم أجهشت بالبكاء تضامناً مع مسلمي البلاد. وكذلك رفضت جاسيندا ذِكر اسم المتهم، وهي لفتةٌ تبنَّاها الكثيرون في نيوزيلندا.
ماذا جاء في غلاف المجلة؟
غُلاف النسخة الدولية من مجلة Time يحمل مقولة "اعرفنا بأفعالنا" وكتبت مقالة تعرض أبرز جوانب شخصية جاسيندا، إذ تصف الصحفية بليندا لوسكومب رئيسة الوزراء النيوزلندية بأنَّها "امرأةٌ من جيل الألفية"، وكتبت أنَّ "الهِبة الحقيقية لدى أردرن هي قدرتها على التعبير عن شكل من أشكال القيادة يجسد القوة والعقلانية، مع دفع أجندة تعاطفٍ واتحاد في الوقت نفسه"، مضيفةً أنَّ أردرن "صبغت نيوزيلندا بنوعٍ جديد من القوة الناعمة"، ولم تعد مضطرة إلى طلب عقد اجتماعات مع قادة العالم بعد الآن، لأنَّهم يصطفون الآن لبناء علاقاتٍ معها.
التحدي الذي يواجه جاسيندا
بليندا كتبت كذلك: "التحدي الذي يواجهها الآن هو إثبات أنَّ هذا النمط الجديد من القيادة يمكن أن يسفر عن نتائج حقيقية"، متطرقةً إلى بعض التحديات التي يواجهها تحالف حزب العمال النيوزيلندي، مثل أزمة الإسكان وفقر الأطفال.
مع اقتراب موعد الانتخابات العامة التي ستُقام بعد سبعة أشهر فقط، سألت بليندا رئيسة الوزراء النيوزيلندية عن خططها في حال عدم فوزها.
فقالت جاسيندا: "ليس لديَّ أي خطةٍ احتياطية على الإطلاق. لكنَّ هذا ليس بالأمر الجديد… فأنا أعيش حياتي دائماً بهذه الطريقة. وربما هذا هو ما جعل المطاف ينتهي بي إلى مجال السياسة".
يُذكَر أنَّ جاسيندا ظهرت كذلك على غلاف مجلة Vogue، من بين عدة مجلاتٍ أخرى، وكانت موضوع العديد من مقالات الجوانب الشخصية. وأدرِجت مرتين أيضاً في قائمة مجلة Time السنوية لأكثر الأشخاص تأثيراً في العالم.
غير أنَّ شعبيتها الدولية تُثير رد فعل حاداً على نطاقٍ صغير في بلدها، حيث قَلَبَ بعض الأشخاص أغلفة المجلات التي تعرض صورة جاسيندا كشكلٍ من أشكال الاحتجاج ، قائلين إنهم يريدون من قائدتهم وضع تركيزٍ أكبر على المشكلات الداخلية بدلاً من الدعاية الدولية.
ومن جانبها لم تُعلِّق جاسيندا على هذه الاحتجاجات.