قررت السلطات المحلية في إحدى أكبر مدن كوريا الجنوبية، التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، إغلاق أبوابها بشكل كامل، في أعقاب ارتفاعٍ كبير في عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا، في المدينة الواقعة جنوب شرق دايغو لتصل إلى 35 إصابة في اليوم الواحد.
حسب التقرير الذي نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية فقد ألقى العمدة كوون يونغ جين خطاباً متلفزاً، حث فيه المواطنين على ارتداء الأقنعة والبقاء في منازلهم، كما كشف عن مخاوفه من أن العدوى قد تنتشر بسرعة لتهيمن على البنية التحتية الصحية من مستشفيات وغيرها في المدينة بأكملها.
سياق الخبر: تأتي التعليمات الجديدة في المدينة الواقعة شرق دايغو، في ظل انتشار فيروس كورونا حول العالم، مع تخوفات من أن يتحول الفيروس إلى وباء عالمي.
كيف كُشف الفيروس؟ لُوحظت موجة من الارتفاع في عدد حالات العدوى بعد إصابة امرأة تبلغ من العمر 61 عاماً، وتُعرف باسم "المصابة رقم 31″، بالحمى في 19 فبراير/شباط 2020، لكنها استمرت مع ذلك في حضور الطقوس الجماعية في كنيسة "شين شيونغي"، وهي طائفة دينية تنتشر على مستوى البلاد.
يضم فرع دايغو من الطائفة نحو 8000 من الأفراد التابعين لها و37 من رجال الدين المنتمين إليها، بالإضافة إلى "المصابة رقم 31″، التي أصيبت بالعدوى القاتلة للفيروس الذي بات يُعرف باسم "كوفيد 19".
تفاصيل الإصابات في المدينة: يُعتقد أن "المصابة رقم 31" حضرت أربعة طقوس على الأقل منذ مرضها، كما رفضت الخضوع للفحص على أساس أنها لم تسافر إلى الخارج مؤخراً. كما يُعتقد أن المرأة نقلت العدوى إلى شخص آخر في المستشفى.
إلى ذلك تدعي طائفة شين شيونغي أن مؤسسها لي مان هيي قد ارتدى عباءة يسوع المسيح، وسيأخذ معه 14.400 شخص إلى السماء والجسد والروح القدس، في يوم القيامة.
من جانبها تقول حكومة بلدية دايغو إن 1001 من أعضاء طائفة "شين شيونغي" يُعتقد أنهم حضروا الطقوس ذاتها، منذ طُلب من المرأة المصابة أن تعزل نفسها عنها.
السلطات من جانبها أكدت إصابة ما مجموعه 43 حالة في المدينة ومقاطعة غيونغ سانغ الشمالية المجاورة، وناشد عمدة دايغو كوون يونغ جين السكانَ، قائلاً: "ابتداءً من اليوم، يُرجى امتناع الجميع عن مغادرة منازلهم بأكبر قدر ممكن".
تبع ذلك إغلاق وحدات الطوارئ في جميع المستشفيات العامة الأربعة في دايغو كإجراء احترازي، حسبما صرح مسؤول بالمدينة لوكالة AFP.
موقف المواطنين العالقين: وعلى الرغم من أن دعوة العمدة ليست ملزمة، فإن أحد المعلقين الذي قال إنه متواجد في المدينة كتب في تغريدة على موقع تويتر: "لا يمكنني الخروج من بيتي بسبب طائفة "شين شيونغي"، أنا أكاد أجن من ذلك. لقد أُغلقت المتاجر الصغيرة والمراكز المجتمعية للمسنين، وبات وصول الطعام من الخارج يستغرق ضعف الوقت المعتاد. الأمر حقاً يقودني إلى الجنون".
حامية الجيش الأمريكي في المدينة، حيث يعيش أو يعمل نحو 10 آلاف من الجنود والمدنيين وأفراد أسرهم، أصدرت أوامرَ بتقييد الوصول ووجهت تعليمات إلى أي جندي أمريكي حضر مؤخراً أحد طقوس أو خدمات طائفة "شين شيونغي" بفرض حجر صحي ذاتي على نفسه لمدة معينة.
الحامية قالت يوم الخميس في منشور على صفحتها على فيسبوك: "لا يفضل على الإطلاق التنقّل داخل مدينة دايغو ومحيطها، ما لم تكن هناك ضرورة ملحة لذلك".
أضافت: "يُرجى تجنب الأماكن العامة ووسائل النقل العام، ومنها المتاجر والمطاعم ومترو الأنفاق وغيرها من المناطق التي تشهد ازدحاماً كبيراً".
احترازات أخرى من الفيروس: من جانبها أغلقت طائفة "شين شيونغي" جميع مقراتها ومرافقها في جميع أنحاء البلاد.
الطائفة قالت في بيان لها: "نشعر بالأسف الشديد لأن إحدى العضوات المنتمية إلينا قد أفضى تعاملها البارد مع الاشتباه بإصابتها، لأنها لم تكن سافرت مؤخراً، إلى انتقال العدوى إلى أناس كثيرين آخرين في كنيستنا، وبالتالي تسبب ذلك في انتشار القلق في المجتمع المحلي".
فيما قالت مؤسسة "المراكز الكورية الجنوبية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" (KCDC) في بيان، إن 31 حالة إصابة بفيروس كورونا فقط كانت قد تأكدت على مستوى البلاد. لكن الحالات الأخيرة رفعت المجموع إلى 82 حالة، بعد أن كان عدد الحالات المسجلة في كوريا الجنوبية حتى يوم الثلاثاء 31 حالة مؤكدة فقط.