طالبت الجامعات النيوزيلندية حكومة بلادها بمنح آلاف الطلبة الصينيين استثناءً من حظر الطيران الذي أقرته بسبب أزمة فيروس كورونا، وقالت إنه قد يكلفهم (96.5 مليون دولار أمريكي) من أموال الرسوم الدراسية.
يُشكل الطلاب الصينيون حسب صحيفة The Guardians البريطانية ما يقرب من نصف الطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعات نيوزيلندا، لكنهم لا يستطيعون الدخول إلى البلاد لبدء العام الدراسي، حيث يبدأ الأسبوع التعريفي في الأسبوع المقبل.
في 2 فبراير/شباط، فرضت الحكومة قيوداً مؤقتة لدخول نيوزيلندا على كافة الجنسيات الأجنبية القادمة من الصين أو عبرها.
تزامنت القيود مع أوقات الذروة المعتادة في السفر، التي تتزامن مع العام القمري الجديد، ثم مُددت لثمانية أيام أخرى في عطلة نهاية الأسبوع الماضية عن طريق وزير الصحة النيوزيلندي ديفيد كلارك.
إلى جانب فصل العائلات ومنع الأفراد من العودة إلى العمل، منع الحظر 12 ألف طالب صيني تقريباً، أو 41% تقريباً من جميع الطلاب الصينيين الدوليين الذين يدرسون في نيوزيلندا، من الالتحاق ببداية العام الدراسي.
تُفرض على الطلاب الصينيين الأجانب رسوم أعلى كثيراً من الطلاب المحليين، مما يجعلهم مصدراً كبيراً للعائدات بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء البلاد.
يقول كريس ويلان، رئيس الجامعات النيوزيلندية، إن حظر السفر قد يُكلف الجامعات (109 ملايين دولار أمريكي تقريباً) في شكل رسوم ضائعة، والوضع "حرج للغاية".
أوضح ويلان في حديثه مع إذاعة RNZ النيوزيلندية: "نناقش حالياً فكرة إقرار استثناء لكي يصبح بعض الطلاب قادرين على العودة إلى نيوزيلندا، حتى وإن استمر فرض الحظر العام على السفر. ولن نفعل ذلك إلا بدعم كامل من وزارة الصحة، وبالطبع مع مراعاة أي إرشادات يضعونها. هناك بعض التحديات، لكننا نأمل في أن نتمكن من القيام بشيء ما في هذه المجال".
تعليق صاحب القرار الأول، رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، قالت للإذاعة إنه بالرغم من أن النقاش مستمر حول هذا الاستثناء، فلم يُتَّخذ أي قرار حوله حتى الآن.
قالت جاسيندا: "أول ما فعلناه هو التأكيد على أن تأشيرات طلابهم ستظل قادرة على إدخالهم إلى البلاد في وقت لاحق، لكن الجامعات أوضحت لنا أنها تملك مدة زمنية معينة، حتى أبريل/نيسان تقريباً، وهي المدة التي ستحتاج فيها أن يبدأ طلابها الدوليون الدراسة، الصحة العامة هي أولويتنا الأولى هنا. هناك بعض الأشياء التي تجعل أي استثناءات صعبةً. بالطبع، عليك اتخاذ هذه القرارات الفردية للآلاف من حاملي التأشيرات، وهذه عملية لوجستية مرهقة".
أوضحت جاسيندا أن أي طالب سيصل، سيحتاج إلى فرض حجر صحي على نفسه، وقد تكون هذه عملية لوجستية صعبة، لكن وزير الصحة قال إن ثمة خططاً جاهزة بالفعل لجعل أي مدة حجر صحي سلسة ومنظَّمة قدر الإمكان.
سيوقفون تعليمهم هنا، قال ويلان إن أي طالب في السنة الأولى لم يتمكن من بدء العام الدراسي من المرجح أن يختار بدء دراسته في مكان آخر، مما يعني أن الجامعة النيوزيلندية ستخسر الرسوم الخاصة بأربع سنوات دراسية من أصل خمس سنوات.
القنصلية الصينية في نيوزيلندا، أعربت عن رفضها لحظر السفر، وقالت إنه يجب رفعه عن جميع الرعايا الصينيين، الذين يمكنهم إخضاع أنفسهم لحجر صحي بمجرد وصولهم إلى البلاد بدلاً من ذلك. وقالت القنصلية إن الحظر لا يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.
لم تكتشف حتى الآن أي حالات كورونا مؤكدة في نيوزيلندا، بالرغم من أن أكثر من ثمانية أشخاص خضعوا لاختبار الفيروس، واستمرار بقاء المئات في الحجر الصحي في أوكلاند بعد إجلائهم من مدينة ووهان التي تقع في مقاطعة هوبي، والتي تعد مصدر الوباء.
ضحايا كورونا، تحدثت لجنة الصحة الصينية عن أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة في البلاد بلغ الآن 70548 حالة، أي بزيادة 2048 حالة جديدة. ويبلغ إجمالي عدد الوفيات الآن 1770، بعد الإبلاغ عن 105 حالات وفاة أخرى خلال الـ24 ساعة الماضية. ومن بين الوفيات الجديدة، كان 5 فقط من خارج مقاطعة هوبي (3 في خنان، واثنان في غوانغدونغ).
نُقل مئات الأمريكيين جواً مساء الأحد 16 فبراير/شباط من اليابان بعد مغادرتهم السفينة دايموند برنسيس "أميرة الألماس" السياحية التي فُرض عليها حجرٌ صحي، حيث تأكد إصابة 70 شخصاً آخرين كانوا على متنها بفيروس كورونا، ليصل العدد الإجمالي إلى 355 إصابة.