أكدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت 15 فبراير/شباط 2020، أن سفيرها لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، سيرأس اللجنة الأمريكية-الإسرائيلية المشتركة التي ستناقش ضم إسرائيل أراضي بالضفة الغربية، ضمن خطة الإدارة الأمريكية لما تسميه "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية، والمعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".
لماذا الحدث مهم؟ يبدو أن الولايات المتحدة تُصر على تطبيق "صفقة القرن" رغم الرفض الواسع من قِبل الفلسطينيين وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودول أوروبية عدة، كما أنه يعطي ضوءاً أخضر لإسرائيل في عدم التفاوض مع الفلسطينيين على الأراضي التي احتلها المستوطنون بالضفة.
تفاصيل أكثر: صحيفة Haaretz الإسرائيلية قالت الأحد 16 فبراير/شباط 2020، إن هدف المشاركين في اللجنة -كما قال ترامب- هو "تحويل الخريطة المفاهيمية" الموضحة في "صفقة القرن" إلى "عرضٍ أكثر تفصيلاً ودقةً بحيث يمكن تحقيق الاعتراف بها فوراً".
فضلاً عن فريدمان، ستضم اللجنة الأمريكية أيضاً أريا لايتستون مستشار السياسة لفريدمان، وسكوت ليث، الخبير المعنيّ بإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وكذلك سيكون من ضمن الأعضاء الإسرائيليين وزير السياحة ياريف ليفين، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر.
أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى ما ذكره موقع الأخبار الإسرائيلي Walla الأسبوع الماضي، من أنه لن يشارك ممثلون عن الجيش الإسرائيلي في أعمال اللجنة، رغم أن الجيش الإسرائيلي يدير معظم الضفة الغربية.
سياق الحدث: كانت صحيفة Israel Hayom الإسرائيلية المؤيدة لنتنياهو هي من نشرت تقرير تشكيل اللجنة لأول مرة، واستُخدم هذا الإعلان من حينها لتعزيز حملات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود قبيل انتخابات الكنيست في الثاني من مارس/آذار 2020.
لا يوجد حتى الآن جدول زمني محدد للوقت الذي ستنتهي فيه اللجنة من عملها، لكن نتنياهو تعرض لضغوط من المشرعين اليمينيين في الأسابيع الأخيرة، للإعلان عن الضم الفوري لجميع المستوطنات قبل أن يتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع.
قال كل من نتنياهو وفريدمان قبل ثلاثة أسابيع، إن "إسرائيل ستتمكن من فعل ذلك قبل الانتخابات، في حين خطط نتنياهو لتحويل هذه القضية إلى ركن أساسي في حملة إعادة انتخابه".
يُذكر أن خطة الإعلان عن الضم الفوري للمستوطنات عُلقت بعد أن حذّرت الدول العربية إدارة ترامب من أن ذلك من شأنه أن يجبرها على رفض خطة الإدارة في الشرق الأوسط.
في حين عارض كبير مستشاري ترامب، غاريد كوشنر، الوعود التي قطعها رئيس الوزراء، قائلاً إن الإدارة قررت مع إسرائيل الانتظار حتى يتشكل فريق لفحص الخرائط، وإنه يأمل أن تنتظر إسرائيل إلى ما بعد الانتخابات.
عودة إلى "صفقة القرن": في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن ترامب عن خطة تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها في جزء من القدس الشرقية، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة وغير مقسمة لإسرائيل.
تنص الخطة أيضاً على اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل دولة يهودية، وعلى محافظة إسرائيل على السيطرة الأمنية غربي نهر الأردن، وهذا يُعطي إسرائيل حدوداً شرقية دائمة معترفاً بها، ودعوة "حماس" إلى نزع سلاحها، وغزة تكون منزوعة السلاح، ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين تُحل خارج إسرائيل، فضلاً عن إبقاء القدس عاصمةً موحَّدة تحت السيادة الإسرائيلية.