أصدر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، مساء الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2020، فتوى بتحريم التعاطي مع "صفقة القرن" الأمريكية المزعومة ومروّجيها، واعتبر المفتي، في بيان له نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "كل مَن يتعاطى مع الصفقة خائن لله ورسوله وللمسجد الأقصى المبارك والقدس وفلسطين".
تصريحات مفتي القدس: الشيخ حسين أضاف أن "صفقة القرن تسلب القدس من أصحابها الشرعيين، وتحرم المسلمين من ثالث مساجدهم، وأولى قبلتيهم، ومسرى نبيهم، وتضيع حقوق اللاجئين، وتنزع الشرعية عن المطالبة بالحقوق المشروعة لشعب يُقتلع من دياره قهراً".
مشيراً إلى أن "الصفقة جاءت لتلغي حق شعبنا في الحياة على أرضه بكرامة، وتشد على يد الظالم المغتصب، وتؤازره، وتمنحه معظم الأرض الفلسطينية المعطرة بدماء الشهداء الزكية ظلماً وعدواناً".
كما طالب حسين العالَم بـ "العمل الجاد لوقف العدوان على فلسطين ومقدساتها وشعبها، ونصرتهم، والامتناع عن التعاطي مع هذه الصفقة الجائرة، والمليئة بالإجرام والعنصرية البغيضة".
رفض فلسطيني: جدَّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2020، رفضه صفقة القرن الأمريكية المزعومة، قائلاً "لن نقبل بالصفقة، وسنواجه تطبيقها على أرض الواقع".
جاء ذلك في كلمة له في جلسة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة خطة السلام الأمريكية، التي تُعرف إعلامياً باسم "صفقة القرن"، التي أعلنت أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
أسباب رفض الصفقة: الرئيس الفلسطيني قال إن "الرفض الواسع للصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
بيّن أن الصفقة "ألغت قانونية مطالب الشعب الفلسطيني في حقه المشروع بتقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله".
استدرك عباس أن "السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زال ممكناً، وجئتكم لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم كخيار استراتيجي".
كما شدد على "وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها صفقة أمريكية-إسرائيلية استباقية".
تابع عباس: "لم يُعرض علينا في الصفقة ما يلبي الحد الأدنى من العدالة".
عودة إلى الوراء: وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن"، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
الخطة التي لاقت رفضاً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.