تنقل راكبة صينية إلى العالم ما يجري على متن سفينة ضخمة للسياحة، فُرض عليها حجر صحي في اليابان، بعدما تفشى بين ركابها فيروس كورونا القاتل، وباتت حياة 3700 شخص الموجودين على متنها مُهددة.
كيف وصلت للسفينة؟ الحظ العاثر للراكبة الصينية وسيدة الأعمال ياردلي وونج قادها إلى السفينة التي أرادت قضاء أيام فيها برفقة عائلتها للاحتفال بعيد زواجها التاسع، لكن الرحلة تحولت إلى كابوس مع إصابة الفيروس لـ 135 شخصاً حتى الآن على متن السفينة المُسماة بـ "أميرة الألماس".
تسبب رجل صيني في إفساد رحلة الجميع، فقد تبين أنه أصيب بفيروس كورونا، ولم يتم اكتشاف الأمر وبدء انتشار الفيروس إلا بعد أن نزل في هونغ كونغ وترك الركاب يواجهون مصيراً مجهولاً.
داخل السفينة: يعيش ركاب السفينة منذ يوم الثالث من فبراير/شباط 2020 في حجر صحي، وبينما لم تستطع وسائل الإعلام سوى التقاط صور للسفينة من الخارج، فإن وونج نقلت للعالم ما يجري بداخلها، وأصبحت أحد المصادر المُعتمدة لدى وسائل الإعلام الغربية التي تُغطي ما يجري على متن السفينة.
في حسابها على تويتر، تنشر وونج يومياً مشاهد من داخل السفينة، الممرات، والغُرف، ووجبات الطعام المُقدمة للركاب، وجانباً من حياتها في غرفتها رفقة زوجها وابنها البالغ من العمر 6 سنوات.
بدأ الملل والاكتئاب والخوف يتسلل أكثر فأكثر إلى راكبي السفينة، لكن الركاب يحاولون قدر الإمكان تجاوز الموقف الصعب الذي وجدوا أنفسهم فيه، ونشرت وونج مقاطع فيديو تُظهر بعض الأنشطة التي يقومون بها لتجاوز عقدة الوقت والبقاء لفترات طويلة في الغُرف حيث يُحجرون صحياً في غرف لا نوافذ فيها.
يلجأ ركاب السفينة إلى لعب الجمباز، ومشاهدة التلفاز والمسلسلات، واللعب بورق الشدة، وغسل الملابس، وسماع الموسيقى الهادئة التي تساعد على الاسترخاء، وتكافح العائلات لمساعدة أطفالهم على قضاء الوقت، فيلعبون في بعض الأحيان، ويقضون وقتاً في الرسم والتلوين أحياناً أخرى.
أما قائد السفينة وأفراد طاقمها فإنهم يحاولون يومياً تهدئة الركاب، حيث نشرت وونج تسجيلات صوتية للمسؤولين عن السفينة، أحياناً يطلبون من الركاب قضاء الوقت بفعل المزيد من الأنشطة، وأحياناً أخرى يخبرونهم بالأخبار السيئة وهو ما حدث عندما اكتشفت السلطات اليابانية عن 65 إصابة جديدة الإثنين 10 فبراير/ شباط 2020.
الانتشار السريع للفيروس زاد من قلق السلطات اليابانية وأفراد السفينة، لذلك فإن الركاب يخضعون يومياً لفحص حرارة أجسادهم مرات عدة، ويُلزم عليهم ارتداء الأقنعة الواقية، والبقاء بعيداً عن الأشخاص الذي تأكدت إصاباتهم.
تخفيف القيود: كان الإثنين 10 فبراير/شباط 2020، يوماً سعيداً لركاب السفينة، إذ سُمح لهم بالخروج من غرفهم وقضاء ساعة على سطح السفينة لاستنشاق الهواء، وعلى الفور نشرت وونج مقاطع فيديو أظهرت بعض الركاب وهم يتمشون لتنفيس الضغوط.
بدا توقيت السماح للركاب بالتحرك قليلاً مدروساً بعناية، حيث قال راكب البريطاني، ديفيد أبل: "كثير من الركاب أصابهم الضجر… الاكتئاب بدأ يحل"، كما كتب راكب آخر من هونغ كونغ (43 عاماً) ترافقه زوجته وطفلهما وعدد من أفراد أسرته على السفينة: "سوف تثور أعصابي إذا تجاوزنا المئتين" من الإصابات.
ضحايا كورونا: لا يزال الفيروس يحصد المزيد من القتلى يومياً، وبحسب آخر ما أعلنت عنه السلطات في الصين، الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2020، فإن عدد قتلى الفيروس وصل إلى 1018 شخصاً، في حين وصل عدد الإصابات إلى 43,112.
من جانبه، قال خبير الأوبئة الصيني تشونغ نانشان، الذي تم تعيينه مستشاراً كبيراً في أزمة كورونا الحالية بعد جهوده السابقة في أزمة فيروس "سارس" القاتل (الذي تفشى عام 2003)، إن فترة حضانة فيروس كورونا يمكن أن تكون أطول مما يُعتقد وقد تصل إلى نحو شهر (بعدما قال أطباء إن فترة حضانته قد تطول لـ 15 يوماً).
يُعتقد أن الفيروس ظهر أولاً في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019 في مدينة ووهان في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير/كانون الثاني.
دفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، والعديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، وشركات الطيران لتعليق الرحلات الجوية من وإلى الصين.