أفادت صحيفة Dawn الباكستانية، الخميس 6 فبراير/شباط 2020، بأنَّ السعودية تعارض قبول طلب باكستان الدعوة إلى انعقاد منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء، في اجتماع طارئ لمناقشة قضية كشمير.
قالت صحيفة Times of India الهندية، إن باكستان تسعى لعقد هذا الاجتماع منذ أن ألغت الهند الوضع الخاص لإقليم كشمير في شهر أغسطس/آب 2019. وتأكيداً لأهمية اجتماع وزراء خارجية "التعاون الإسلامي"، دعا وزير خارجية باكستان سيد محمود قريشي، في مؤتمر صحفي مؤخراً، إلى ضرورة إرسال رسالة واضحة من الأمة الإسلامية بشأن وضع كشمير.
صورة أوضح: في خضم تزايد قلق باكستان من فشلها في حشد الدعم لعقد قمة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، أعرب رئيس وزراء باكستان عمران خان، في كلمة أمام منظمة بحثية خلال زيارة أخيرة لماليزيا، عن استيائه من صمت التكتل الذي يضم 57 دولة مسلمة عن قضية كشمير.
إذ قال خان: "السبب هو أننا ليس لدينا صوت ويفرّقنا وجود انقسام كبير بيننا. نحن لا نستطيع حتى الاجتماع كوحدة واحدة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة قضية كشمير".
لكن أي تحرُّك من منظمة التعاون الإسلامي يلزمه موافقة مسبقة من الرياض؛ نظراً إلى أنَّ السعودية وغيرها من دول الخليج العربي هي التي تتحكم في المنظمة، وفق الصحيفة الهندية.
ماذا اقترحت الرياض؟ يقال إنَّ السعودية قدمت عدة مقترحات بديلة، لتتخلى باكستان عن فكرة عقد اجتماع لوزراء خارجية "التعاون الإسلامي"، من ضمنها عقد منتدى برلماني أو مؤتمر لممثلين عن الدول الإسلامية، واجتماع مشترك حول قضيتي فلسطين وكشمير، لكن إسلام آباد تمسكت بمطلبها.
عقب رفض إسلام آباد حضور قمة كوالالمبور الإسلامية 2019 بضغط من السعودية، أظهرت الرياض بعض المرونة بشأن مقترح باكستان الخاص بالاجتماع.
إذ أوفدت وزير خارجيتها لشكر باكستان على عدم حضور القمة الماليزية، لكن هذه المرونة لم تستمر طويلاً؛ إذ سرعان ما استرجعت الرياض موقفها القديم الرافض لعقد قمة طارئة حول كشمير لوزراء خارجية "التعاون الإسلامي".
عودة إلى الخلف: في 5 أغسطس/آب 2019، قررت الحكومة الهندية إلغاء الوضع الخاص في منطقة "جامو وكشمير" وتقسيمها إلى إقليمين، وفرضت قيوداً على التجوال والاتصالات فيهما وحجبت خدمة الإنترنت.
يطلق اسم "جامو وكشمير" على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالاً هندياً" لمناطقها. ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسام إسلام آباد ونيودلهي الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.
سبق أن نددت باكستان، التي تطالب بالسيادة على إقليم كشمير بالكامل، بالخطوة الهندية كما انتقدتها الصين، التي تخوض منذ عقود نزاعاً منفصلاً مع الهند بخصوص الجزء المسمى لداخ في كشمير، لتغييرها وضع الإقليم بشكل منفرد.
بدأ سريان أوامر الحكومة الهندية، فقسمت ولاية جامو وكشمير القديمة إلى منطقتين: واحدة باسم جامو وكشمير والأخرى لداخ وهي منطقة مرتفعة تقطنها أغلبية بوذية.