مساء الخير، إليك آخر الأخبار من "عربي بوست" ليوم الخميس 6 فبراير/شباط 2020.
"عصر جديد من الهجمات"
تتسارع الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الخميس 6 فبراير/شباط 2020، وأصبحت مناطق جنين والقدس المحتلة بالضفة الغربية نقاطاً ساخنة، وسط قلقٍ إسرائيلي وتحذيرات من "عصر جديد من الهجمات" بعد إصابة 15 من جنودها في عمليتَي دهس وإطلاق رصاص، ومقتل 3 فلسطينيين. فبعد عملية دهس لـ14 إسرائيلياً معظمهم عناصر من "لواء النخبة" في الجيش الإسرائيلي في القدس، فجراً، والمواجهات التي شهدتها جنين على إثر هدم قوة إسرائيلية منزل شاب فلسطيني معتقل في سجونها، والتي قتل فيها شاب عمره 19 عاماً، وأصيب شرطي مات بعد ساعات متأثراً بإصابته، انطلقت عملية أخرى في القدس أصيب خلالها جندي إسرائيلي وقُتل منفذ العملية الفلسطيني.
خلفية: تشتعل الأحداث الداخلية في فلسطين والأراضي المحتلة في الآونة الأخيرة، وزادت مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 28 يناير/كانون الثاني، خطة مزعومة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن" المزعومة، في مؤتمر صحفي في واشنطن حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
تحليل: راهن الإسرائيليون على سكون الشارع الفلسطيني بعد الإعلان عن صفقة القرن، خصوصاً في الضفة الغربية، لكن منذ الإعلان عنها قبل أسبوع، ما تزال المواجهات تندلع يومياً، في حين تتصاعد العمليات الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي يطالب فيه الفلسطينيون سلطتهم بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال بالكامل، وهو الأمر الذي سيصعّد بكل تأكيد من وتيرة هذه العمليات.
فرحة الجمهوريون بانتهاء التحقيقات
أشاد البيت الأبيض بالتصويت الذي أجراه مجلس الشيوخ الأمريكي، في وقتٍ متأخر من مساء الأربعاء 5 فبراير/شباط 2020، وبرّأ فيه الرئيس دونالد ترامب من تهمة "إساءة استخدام سلطات منصبه"، بتأييد 52 صوتاً ومعارضة 48، ومن تهمة "عرقلة عمل الكونغرس"، بأصوات 53 عضواً أقروا بأن الرئيس الأمريكي غير مذنب مقابل معارضة 47 صوتاً، واعتبر البيت الأبيض عملية المساءلة "حملة.. قامت على سلسلة من الأكاذيب" من الأساس، بينما علق ترامب على التصويت مظهراً فرحة الانتصار التي يبدو أنه لن يفوتها بمجرد كتابة تغريدة، إذ أشار إلى تصريح منتظر له بخصوص الأمر.
تفاصيل: قال البيان الصادر عن المكتب الصحفي للبيت الأبيض إن "محاولة المساءلة المختلقة التي حاكها الديمقراطيون بإبراء تام لذمة الرئيس دونالد ترامب. وكما كنا نقول طوال الوقت، هو ليس مذنباً"، مضيفاً أن "مجلس الشيوخ صوّت على رفض مادتي العزل اللتين لا أساس لهما من الصحة". فيما أكد البيت الأبيض أن التصويت لم يوافق عليه سوى "المعارضين السياسيين للرئيس"، وهم الديمقراطيون، كما لفت إلى المرشح الجمهوري الوحيد الذي صوّت مع قرار العزل واعتبره "فاشلاً" (يقصد السيناتور الجمهوري ميت رومني، إذ يبلغ أعداد الجمهوريين في مجلس الشيوخ 53، وقد صوّت 52 فقط ضد إحدى التهمتين)، معتبراً أن "هذا الجهد بأكمله من قبل الديمقراطيين كان يهدف إلى قلب نتائج انتخابات 2016 الرئاسية، والتدخل في انتخابات 2020".
تحليل: الآن وبعد نجاة ترامب -رجل الأعمال الذي تحوَّل إلى السياسة والبالغ من العمر 73 عاماً- من أصعب فصل من فصول رئاسته العاصفة، يتأهب هو وجميع السياسيين في أمريكا لدخول موسم انتخابي على منصب الرئاسة، من المتوقع أن يزيد البلاد انقساماً، خاصة في حال تمكن ترامب من الفوز بولاية رئاسية ثانية.
تطبيع مشروط في السودان
قال متحدث عسكري سوداني، الخميس 6 فبراير/شباط 2020، إن بلاده وافقت مبدئياً على السماح للرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل بعبور مجالها الجوي، وذلك بعد يومين من اجتماع مفاجئ بين الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تفاصيل: المتحدث باسم الجيش السوداني عامر محمد الحسن قال لقناة الجزيرة الإخبارية إنه كان هناك اتفاق "من حيث المبدأ" على أن تستخدم الطائرات التجارية المتجهة من أمريكا الجنوبية إلى إسرائيل المجال الجوي السوداني، لكنه قال إن بعض الجوانب الفنية لا تزال موضع دراسة، وإن السودان لم يوافق على عبور شركة العال الإسرائيلية مجاله الجوي، مضيفاً أن السودان لم يعلن التطبيع الكامل مع إسرائيل، لكن ذلك تبادل للمصالح.
تحليل: في ظل حالة الرفض الكبير التي تلقاها البرهان ومجلسه العسكري بعد لقائه مع نتنياهو في أوغندا، يحاول الجنرال السوداني التهمل قليلاً في هرولته نحو التطبيع مع إسرائيل، إذ رفضت حكومة حمدوك اللقاء واعتبرته من اختصاص خارجيتها. لكن يبدو أن الجيش يريد أن يدشن لمرحلة تحوُّل كبير في العلاقات العدائية بين الخرطوم وتل أبيب، بعد أن كان السودان داعماً للقضية الفلسطينية، وتمسَّك برفضه لأي علاقة مع إسرائيل.
إليك ما يحدث أيضاً:
تطبيع إماراتي: قالت شبكة CNN الأمريكية في نسختها العربية، نقلاً عن مصدر في الحكومة الإماراتية، إن البيت الأبيض استضاف لقاء بين ممثلين عن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في 17 ديسمبر/كانون الأول 2019، مؤكداً بذلك صحة التقارير التي نشرها موقع Axios الأمريكي حول اجتماع سري عُقد لتوطيد العلاقات بين إسرائيل والإمارات المتحدة.
ويعتبر اللقاء الذي عُقد بالبيت الأبيض خطوة واحدة في سلسلة الخطوات التي تقوم بها إدارة ترامب لتوطيد العلاقات بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط. كما شمل اللقاء مناقشة اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل، وهي خطوة أولية في طريق التطبيع الدبلوماسي.
جمهوري خارج السرب: أشاد أعضاء ديمقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ، من بينهم النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، بموقف السيناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يُمثِّل ولاية يوتا، بعدما خالف موقف حزبه الجمهوري بإعلان أنه سيصوِّت لتأييد إدانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحدى مادتي المساءلة الموجَّهة إليه، لكن هذا لم يكن موقف الجمهوريين والبيت الأبيض منه، إذ اعتبروه موقفاً "محبطاً وفاشلاً". جاء هذا الإعلان قبل ساعاتٍ من تصويت مجلس الشيوخ بتأييد تبرئة ترامب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس، على التوالي، والذي انتهى بتبرئة الرئيس دونالد ترامب.
مساعدات لأنقرة: عرضت الولايات المتحدة تقديم المساعدة لتركيا، في الوقت نفسه أطلقت تهديدات بفرض عقوبات، وذلك في إطار محاولات الضغط على النظام السوري وحليفته روسيا إنهاء الهجوم على إدلب الذي تسبب في تهجير أكثر من نصف مليون من سكانها، بينما تعتزم تركيا وروسيا إجراء مباحثات خلال زيارة مرتقبة لوفد من موسكو إلى أنقرة لبحث حل فوري لإيقاف الهجمات.
عفو بالجزائر: أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرسوماً ثانياً بالعفو عن 3471 سجيناً، ليرتفع عدد المُعفى عنهم خلال فبراير/شباط 2020، إلى نحو 10 آلاف سجين، في قرار يعد الأكبر من نوعه في تاريخ البلاد، فيما لم يشر إن كان القرار يشمل السجناء الذين أوقفوا في الحراك الشعبي قبل أشهر، إلا أن قائمة التهم المستثناة من العفو الرئاسي لا تشمل التهمة التي وجهت بحق سجناء الحراك.
سخرية ترامب: نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقطع فيديو يشير فيه إلى أنه سيخوض سباق الانتخابات الرئاسية لمدة غير محدودة، متوقعاً أن يبقى رئيساً لأمريكا للأبد، واختتم الفيديو بـ "ترامب للأبد"، وذلك بعد تبرئته من تهمتي "الإساءة للسلطة" و "عرقلة عمل الكونغرس" من خلال منع شهود وحجب وثائق سعى المجلس للحصول عليها، لينهي بذلك الرئيس الأمريكي محاولة عزله من منصبه.