يخطط جمهوريو مجلس النواب الأمريكي للتقدم بمشروع قرار يدين رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، لتمزيق نسختها من خطاب "حالة الاتحاد" الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الهيئة التشريعية الأمريكية، ومع ذلك فمن المستبعد أن يُقرَّ الإجراء، الذي يعد مشروع قراره ذا حصانة امتيازية (يتعين مناقشته) بموجب قواعد مجلس النواب، أمَّا من الناحية الإجرائية فمن المرجح أن يكون التصويت حول ما إذا كان مشروع القرار سيُطرح لا قرار الإدانة نفسه.
تصويت لإدانة بيلوسي: من المتوقع أن يجري التصويت على القرار في مجلس النواب، الخميس 6 فبراير/شباط 2020، وفقاً لما نقلته شبكة CNN الأمريكية عن مكتب زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني هوير.
شكوى أخلاقية: كتب النائب مات غايتز، وهو نائب جمهوري عن ولاية فلوريدا ومؤيد ومدافع قوي عن ترامب، على موقع تويتر، إنه تقدم بشكوى أخلاقية ضد بيلوسي. وقد أرفق بشكواه رسالةً موجهة إلى النائبين تيد ديوتش، وهو نائب ديمقراطي عن ولاية فلوريدا ورئيس لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب، وكيني مارشانت، وهو النائب الجمهوري الأبرز في اللجنة.
بينما أضاف غايتز في تغريدته: "عاجل: لقد تقدمت بشكوى أخلاقية ضد رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لتمزيقها نسختها من خطاب حالة الاتحاد للرئيس دونالد ترامب". وأضاف: "سلوكها ينطوي على إهانة لمكانة مجلس النواب، وانتهاك محتمل للقانون (18 USC 2071)"، وهو بند يتعلق بتدمير السجلات الحكومية.
أمَّا مشروع قرار الإدانة، الذي تقدمت به النائبة الجمهورية عن ولاية تكساس كاي غرانغر، فيصف سلوك بيلوسي خلال إلقاء خطاب حالة الاتحاد بأنه "مخالف للياقة والعرف، وينطوي على ازدراء لإجراءات الجلسة المشتركة للهيئة التشريعية".
لماذا مزقت الخطاب؟ خلال الاجتماع المغلق الذي أقامه الديمقراطيون، يوم الأربعاء 5 فبراير/شباط، انتقدت بيلوسي خطاب ترامب، موضحة السبب وراء تمزيقها له بعد ذلك، وفقاً لمصادر متعددة في الغرفة. إذ قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا إن بيلوسي كانت تستشيط غضباً خلال الاجتماع، وقالت للأعضاء إن الخطاب كان "عاراً"، إذ كان مليئاً بالأكاذيب، في رأيها.
كما أضافت بيلوسي، بحسب شخص في الغرفة: "لقد مزّق الحقيقة، فمزقت كلامه". دافع زعماء ديمقراطيون آخرون عن هذه الخطوة علانيةً يوم الأربعاء، وقال حكيم جيفريز، رئيس المجلس الانتخابي للحزب الديمقراطي: "فيما يتعلق بي، لم يكن تمزيق الخطاب متاحاً لي، ومن ثم فقد فعلت هي ما كانت تحتاج إلى فعله".
عودة إلى الوراء: يأتي القرار بعد أن مزقت بيلوسي، في حركة درامية نُقلت مباشرة عبر الكاميرا، نسختها من خطاب الرئيس، بعد أن اختتم خطابه السنوي أمام الكونغرس. وكان ترامب قد بدا وكأنه تعمَّد الإساءة لرئيسة مجلس النواب، من خلال تجاهله يدَها الممدودة لمصافحته.
موقف البيت الأبيض: أدان البيت الأبيض سلوك رئيسة مجلس النواب، بالتقليل من تاريخها، إذ كتب في تغريدة إن إنجازتها تختزل في كونها "إحدى آخر طياري مجموعة توسكيجي الناجين، وأبقت طفلة على قيد الحياة رغم ولادتها بعد 21 أسبوعاً، وقدمت الحداد لأسر روكي جونز (أمريكي قتله مهاجر غير شرعي)، وكايلا مولر (أمريكية قتلها داعش)، ولمّ شمل أحد أفراد الخدمة العسكرية مع أسرته"، وقال البيت الأبيض محيلاً إلى أجزاء مختلفة من خطاب ترامب: "هذا هو إرثه".
علاقة ترامب وبيلوسي: شهدت التبادلات الفاترة بين بيلوسي وترامب، الثلاثاء 4 فبراير/شباط، علامات واضحة على مدى تدهور العلاقة بين الزعيمين اللذين لم يتحدثا منذ شهور. كانت بيلوسي قد أكدت لشبكة CNN قبل خطاب ترامب أنها لم تتحدث إلى الرئيس منذ اجتماعهما بشأن السياسات الأمريكية المقبلة في سوريا، في أكتوبر/تشرين الأول 2019.