قال الرئيس رجب طيب أردوغان، معلقاً على مقتل جنود أتراك في إدلب السورية، إن بلاده ستجعل النظام السوري "يدفع ثمن فعلته". وأكد أن التطورات في إدلب وصلت إلى وضع لا يطاق. في حين أعلن وزير الدفاع التركي عن ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام السوري إلى 76 جندياً، بعد قصف القوات التركية 54 هدفاً في إدلب.
تفاصيل الخبر: في كلمة له، الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة كييف. أكد الرئيس التركي قائلاً: "نرد على ذلك بكل حزم، سواء من البر أو الجو، بحيث يدفعون ثمن فعلتهم".
كما أوضح أردوغان أن قوات النظام السوري نفذت هجماتها الجوية على إدلب صباح الإثنين، ما أسفر عن استشهاد 8 بينهم 3 مدنيين و5 جنود. وأكد أن التطورات في إدلب وصلت إلى وضع لا يطاق، مشيراً إلى أنهم صبروا في هذا الصدد كثيراً.
بينما أعرب الرئيس التركي عن أمله في أن يعي الجميع التزاماته في إطار اتفاقيتي "أستانا" و"سوتشي" وأن يواصلوا العمل في هذا الإطار.
صورة شاملة: وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قال إن "زملاءنا أبلغوا المعنيين في الجانب الروسي بتحركات قواتنا في إدلب في الساعة 16.13 أمس (الأحد 2 فبراير/شباط)، وأكدوا ذلك مرة أخرى في الساعة 22.27.
لكن رغم هذا التواصل وعمليات الإبلاغ (للجانب الروسي) وكافة التدابير هذه، يوضح المسؤول التركي، "تعرضت قواتنا لإطلاق نار من جانب النظام السوري في الساعة 01.013 ليلاً".
أكار كشف أن القوات التركية قصفت 54 هدفاً تابعاً للنظام السوري، وجرى تحييد 76 جندياً من قوات النظام حتى الآن وفق معلومات حصلنا عليها من مصادر متعددة. وأضاف أن تركيا اتخذت وتتخذ كافة التدابير (في إدلب)، والقوات المسلحة التركية، "تؤدي كافة المسؤوليات الملقاة على عاتقها على أتم وجه".
المشهد العام: يأتي استهداف قوات النظام للقوات التركية، في وقت يشن فيه الأسد وحليفته روسيا هجوماً واسعاً على محافظة إدلب، أجبر 700 ألف شخص على النزوح من منازلهم، فضلاً عن أن القصف على المناطق السكنية يوقع ضحايا باستمرار، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
حققت قوات النظام التي تدعمها قوة جوية روسية تقدماً كبيراً في إدلب، الأسبوع الماضي، حيث انتزع النظام السيطرة على مدينة معرة النعمان، في إطار هجوم لتأمين الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
لكن في المقابل، بدأ مقاتلون من المعارضة السورية هجومين على قوات تابعة لنظام بشار الأسد في حلب، وفتحوا جبهة جديدة شمال شرقي المدينة، في محاولة للردِّ على مكاسب النظام في إدلب.
يُشكل الشمال الغربي، بما في ذلك محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لمحافظة حلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا، حيث استردَّ الأسد -بدعم روسي وإيراني- جزءاً كبيراً من الأراضي التي كان يسيطر عليها أعداؤه.
عودة إلى الخلف: في مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.
لكن رغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.