كشفت بريطانيا، الأحد 26 يناير/كانون الثاني 2020، عن عملة معدنية جديدة قيمتها 50 بنساً، صُنعت خصيصاً بمناسبة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
ملايين القطع المعدنية: تحمل العملة الجديدة عبارة "السلام والرخاء والصداقة مع كل الأمم"، بالإضافة إلى تاريخ الخروج الموافق لـ31 يناير/كانون الثاني 2020.
الحكومة البريطانية أشارت إلى أن نحو 3 ملايين قطعة معدنية ستوزع من المصارف ومكاتب البريد والمتاجر، اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، على أن توزع 7 ملايين أخرى في وقت لاحق من العام.
من جانبه، قال وزير المالية ساجد جاويد، خلال عرض الدفعة الأولى من العملات، إن "الانفصال عن الاتحاد الأوروبي علامة فارقة في تاريخنا، وهذه العملة تؤذن ببداية هذا الفصل الجديد".
المشهد العام: في 31 يناير/كانون الثاني 2020، ستغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي بعد إعادة انتخاب المحافظ بوريس جونسون رئيساً للوزراء، إثر فوز المحافظين بالانتخابات التشريعية، في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وإذا لم تحدث تغيرات سياسية، ستكون بريطانيا أول دولة تغادر الاتحاد، منذ تأسيسه في 1993، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من مساعٍ مضنية للانفصال.
الانفصال لا يعني نهاية تامة للمتاعب بين لندن والدول الـ27 المتبقية في الاتحاد الأوروبي، بل يشكل انطلاقة لمفاوضات صعبة ستحدد أسس العلاقة بين الطرفين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
تبقى هناك خطوة أخيرة قبل النهاية الرسمية لعلاقة دامت 27 عاماً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وتتمثل في اعتماد البرلمان الأوروبي، الأربعاء المقبل، اتفاق بريكست الذي وقّع الجمعة في كل من بروكسل ولندن.
مفاوضات صعبة قادمة: ستكون هنالك مرحلة انتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ستعمل لندن على البحث في طبيعة علاقاتها المستقبلية مع دول الاتحاد، خصوصاً في مجال التجارة.
في موازاة ذلك، تريد المملكة المتحدة التفاوض على اتفاقاتها الخاصة للتبادل التجاري الحر مع دول أخرى، خصوصاً الولايات المتحدة، في ظل إدارة دونالد ترامب الذي توقع اتفاقاً تجارياً "مذهلا" مع لندن.
لن تكون المفاوضات البريطانية الأمريكية سهلة، لا سيما مع إعلان لندن أنها ستفرض ضريبة رقمية على الشركات التكنولوجية الكبرى في أبريل/نيسان المقبل، رغم تهديد الأمريكيين بتدابير مقابلة.