انتفاخ الرئة هو مرض يصيب الرئتين، ويتطور عادة بعد سنوات عديدة من التدخين، جنباً إلى جنب مع الربو والتهاب الشُّعب الهوائية المزمن، ينتمي انتفاخ الرئة لمجموعة من أمراض الرئة المعروفة باسم مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
يؤثر انتفاخ الرئة على الحويصلات الهوائية في الرئتين، وهي عبارة عن أكياس ذات جدار رقيق وهش موجودة داخل نسيج الرئة.
تكون هذه الأكياس مرنة في العادة، وتقع في نهاية أنابيب الشعب الهوائية في عمق الرئتين، ويوجد حوالي 300 مليون حويصلة هوائية في الرئتين.
وعند التنفس تتمدد الحويصلات الهوائية
وتمتلئ بالهواء لتسحب الأكسجين وتنقله إلى الدم، وعند الزفير تتقلص الحويصلات
الهوائية، مما يضطر ثاني أكسيد الكربون إلى الخروج من الجسم.
كيف يؤثر انتفاخ الرئة على عملية التنفس؟
يسبب انتفاخ الرئة تلف جدران الحويصلات الهوائية في الرئة ويمزقها.
عند الزفير، لا تعمل الحويصلات الهوائية التالفة بشكل سليم، ويتم حبس الهواء القديم، فلا يبقى أي مجال لهواء نقي وغني بالأكسجين للدخول.
كما تتشكل مساحات هوائية كبيرة (فقاعات) عندما تتلف الأكياس الهوائية، ويمكن أن تتداخل الفقاعات مع التنفس
فيحدث التهاب الشعب الهوائية المزمن التهاباً في الأنابيب التي تحمل الهواء إلى الرئتين (أنابيب الشعب الهوائية)، الأمر الذي يؤدي إلى السعال المستمر.
ما الذي يسبب انتفاخ الرئة؟
التدخين هو العامل الأول، إذ لا يدمر تدخين السجائر أنسجة الرئة فحسب، بل يؤثر على الشعب الهوائية أيضاً.
يتسبب الأمر بالتهاب وتلف في الأهداب التي تبطن أنابيب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تورم الشعب الهوائية وإنتاج المخاط وصعوبة تطهير الشعب الهوائية.
كل هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى ضيق في التنفس.
سبب رئيسي آخر لحدوث انتفاخ الرئة هو التعرض الطويل الأجل لمهيجات الرئة الأخرى، مثل تلوث الهواء والأبخرة والغبار الكيميائي من البيئة أو مكان العمل.
ما هي أعراض انتفاخ الرئة؟
في البداية، قد لا تكون الأعراض واضحة، ولكن عندما يزداد المرض سوءًا، تصبح الأعراض أكثر حدة.
معظم الأشخاص الذين يعانون من أعراض انتفاخ الرئة بشكل واضح لا يقل عمرهم عن 40 عاماً، وقد تشمل أعراض انتفاخ الرئة:
السعال
الصفير
ضيق التنفس
ضيق الصدر
زيادة إنتاج المخاط
في كثير من الأحيان قد لا يلاحظ المريض الأعراض حتى تتلف 50% أو أكثر من أنسجة الرئة.
حتى ذلك الحين قد تكون الأعراض الوحيدة هي تطور تدريجي لضيق في التنفس والشعور بالتعب. والأشخاص الذين يصابون بانتفاخ الرئة لديهم خطر متزايد للإصابة بالالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية.
راجع طبيبك إذا ظهرت أي من هذه الأعراض:
- ضيق في التنفس، خاصة أثناء التمرينات الخفيفة أو خطوات التسلق.
- الشعور المستمر بعدم الحصول على ما يكفي من الهواء.
- سعال طويل الأجل.
- صفير.
- إنتاج مخاط طويل الأجل.
- التعب المستمر.
كيف يتم تشخيص انتفاخ الرئة؟
يسأل الطبيب المعالج عن تاريخك الطبي وتاريخ عائلتك، كما سيسألك عن الأعراض التي تشعر بها.
وقد يطلب إجراء فحوصات مخبرية مثل اختبارات وظائف الرئة، عبر نفخ المريض بأسرع وقتٍ ممكن في أنبوبٍ موصولٍ بجهازٍ يقيس حجم وسرعة الهواء المنفوخ، مما يتيح قياس قدرة الرئتين على تبادل الغازات، والتأكد من وجود الأكياس الهوائية.
وأحياناً يطلب الطبيب إجراء الأشعة السينية على الصدر أو الأشعة المقطعية، واختبارات الدم.
ما هي علاجات انتفاخ الرئة؟
لا يوجد علاج لانتفاخ الرئة. ومع ذلك، يمكن أن تساعد العلاجات في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض، كما تُحسن القدرة على بقاء المريض نشيطاً.
هناك أيضاً علاجات لمنع أو علاج مضاعفات المرض، وتشمل:
تغييرات في نمط الحياة:
· مثل الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً. هذه هي الخطوة الأكثر أهمية التي يمكنك اتخاذها لعلاج انتفاخ الرئة، وتجنب مهيجات الرئة الأخرى.
· الاستعانة بنظام غذائي صحي يلبي احتياجات الجسم الغذائية.
· الاستفسار عن مقدار النشاط البدني الذي يمكن القيام به. إذ إن النشاط البدني يقوي العضلات التي تساعد على التنفس كما تحسن من عافية الجسم بشكل عام.
الأدوية:
مثل موسعات الشعب الهوائية، التي تريح العضلات وتساعد على فتح مجرى الهواء وتجعل التنفس أسهل. تؤخذ معظم موسعات الشعب الهوائية من خلال جهاز الاستنشاق. وفي الحالات الأكثر شدة قد يحتوي جهاز الاستنشاق أيضاً على المنشطات لتقليل الالتهاب.
يمكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كانت إصابة الرئة نتيجة عدوى رئوية جرثومية.
أما إذا كانت مستويات الأكسجين منخفضة في الدم، فيمكن أن يساعد علاج الأكسجين على التنفس بشكل أفضل.
الجراحة كحل جذري:
وتعد الجراحة ملاذاً أخيراً للأشخاص الذين لديهم أعراض حادة لم تتحسن مع الأدوية.
هناك عمليات جراحية لإزالة أنسجة الرئة التالفة، وإزالة المساحات الهوائية الكبيرة (الفقاعات)، التي يمكن أن تتشكل عندما تتلف الأكياس الهوائية.
وغالباً ما يكون زرع الرئة خياراً أخيراً للحالات المستعصية.