نشر موقع The Daily Beast الأمريكي تقريراً يؤكد أن موظفين من الحكومة السعودية حاولوا اختطاف الشاب المشهور على وسائل التواصل الاجتماعي عبدالرحمن المطيري، بسبب انتقاده للنظام السعودي وولي العهد محمد بن سلمان، خاصة بعد تعليقه على مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، حين وصف حكومة بلاده بـ "عصابة مافيا".
تفاصيل الحادثة: التقرير كشف كذلك عن تفاصيل الحادثة التي تعرض لها المعارض الشاب، قائلاً إن "رجلاً مجهولاً اصطحب والد المطيري في رحلةٍ جويةٍ لإحضار عبدالرحمن رغماً عن إرادته والعودة به إلى السعودية" بعد أن وجَّه نقده لولي العهد على شبكات التواصل الاجتماعي على خلفية مقتل الصحفي خاشقجي، مضيفاً أنه كان سيُقتل على الأرجح إذا أُخذ إلى السعودية.
الاختطاف ليس الطريقة الوحيدة للضغط، حيث كشف المطيري لقناة PBS أنه بالتزامن مع بدء نشر مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي عن مقتل خاشقجي أوقفت الحكومة السعودية منحته لجامعة سان دييغو للضغط عليه.
لماذا حاولت السعودية اختطافه؟ موقع businessinsider الأمريكي كشف عن سبب محاولة السعودية اختطاف المدوّن الشاب، قائلاً إن عبدالرحمن المطيري، البالغ من العمر 27 عاماً، معارض قوي للحكومة السعودية ويعيش في ولاية كاليفورنيا، ويستعين بشبكات التواصل الاجتماعي لتوجيه انتقادات للحكومة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، خاصة بعد الاغتيال الوحشي للكاتب الصحفي جمال خاشقجي، الذي كان يكتب لصالح صحيفة Washington Post.
بدوره كشف المطيري لموقع The Daily Beast أن الحكومة السعودية كانت تعرف أنه يمثل "تهديداً"؛ لشعبيته على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال مصدران للموقع إن تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي وحدها هي ما أوقفت مؤامرة خطف المطيري.
كما علَّق المطيري على مقتل الصحفي والكاتب جمال خاشقجي في جملة استفزت السعودية قال فيها: "أنت لم تقتله فقط، بل قطعت أوصاله! أتلك حكومةٌ أم عصابة مافيا؟!" وهذا ما جعل السعودية تتحرك سريعاً لإسكاته.
هكذا تتعامل السعودية مع معارضيها: الناشط السعودي عمر عبدالعزيز مثله مثل المطيري وغيرهم كثيرين، تعرَّض هاتفه إلى اختراق ببرنامج تجسس من قِبَل عملاء سعوديين في يونيو/حزيران 2018، وكان عمر قد قال، في وقت سابق، إن عائلته وأصدقاءه اعتُقلوا بسبب انتقاده للمملكة.
في أغسطس/آب من عام 2018 كشف عمر لموقع Business Insider عن المضايقات التي يتعرض لها قائلاً: "لقد هددوني منذ أيامٍ قليلةٍ، واستخدموا أخي لابتزازي. قال لي (عمر عليك أن تتوقف؛ لأننا سنُعتقل أو سنُسجن) كما تواصل معي بعض أصدقائنا، لكنني قلت إنني لن أتوقف، سأظل أتكلم".
أما عبدالله العودة، وهو ناشط سعودي معارض، فقال لبرنامج PBS News Hour إنه لا يوجد مكانٌ يمكنك الهرب إليه بعيداً عن طائلة السعودية، مضيفاً أنه: "ليس لديهم حدود. يمكنهم أن يصلوا إليك أينما كنت. إنهم يخافون من كل ناقدٍ وكل رأي مختلفٍ".
المصورة والناشطة دانا المعيوف هي كذلك كشفت لنفس البرنامج أنها هي الأخرى تم استهدافها بسبب آرائها كذلك، قائلة: "من هم أولئك الذين يهاجمونني باستمرارٍ، من يريد أن يُلقي بي في السجن وأن يراني مشردةً في أمريكا؟".
حادثة جديدة تورِّط ولي العهد السعودي: ما لبث ولي العهد السعودي أن يخرج من تورطه في مقتل خاشقجي حتى بدأ اسمه في تصدُّر عناوين الصحف العالمية بعد أن نشرت صحيفة بريطانية تورُّط محمد بن سلمان في اختراق الهاتف الخاص للمدير التنفيذي لشركة أمازون العملاقة عبر رسالة مشفرة على تطبيق واتساب.
الحكومة السعودية، في أول تعليق لها، نفت الاتهامات التي وُجِّهت لولي العهد السعودي، واصفةً إياها بأنها "سخيفةٌ". لكنَّ محققين تابعين للأمم المتحدة دعموا المزاعم، وقالوا إنهم تلقوا معلوماتٍ تؤكد صحة ما نشرته الصحيفة.
تعليق الأمم المتحدة على الحادثة: أغنيس كالامارد، وديفيد كاي -المقرران الخاصان اللذان عيّنتهما الأمم المتحدة- كانا قد دعوَا لفتح تحقيقٍ، وقالا إن التقرير القضائي أشار إلى أن رقماً مملوكاً لولي العهد السعودي قد اخترق هاتف بيزوس عبر رابط فيديو مفخخٍ أُرسل على تطبيق واتساب.
وقالت: "هناك نمطٌ تتبعه السلطات السعودية، خصوصاً خلال آخر عامين، من استهداف الأفراد والمشاهير الذين لهم جمهورٌ سعودي كبير، أحياناً لانتقادهم ولي العهد أو الحكومة، وأحياناً ليس لما قالوه فقط، وإنما لما لم يقولوه كذلك، إن لم يكونوا غير مؤيدين بما فيه الكفاية".