السعودية تتخلى عن دعم المساجد خارج حدودها.. قررت تسليم إدارتها للجاليات عبر “مجالس محلية منتخبة”

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/23 الساعة 13:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/23 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
سيتم وضع هذا الصرح الإسلامي الكبير الذي افتتحه الملك الراحل خالد بن عبد العزيز بين يدي "الجالية الإسلامية في جنيف وضواحيها"/مصدر الصورة موقع arrajol

أعلن وزير العدل السعودي السابق محمد بن عبدالكريم العيسى أن الوقت قد حان لإسناد المساجد لمجالس محلية لإدارتها، وأن بلاده ستوقف دعم أي مسجد خارج حدودها.

في حديثه مع صحيفة Le Matin Dimanche السويسرية قال محمد بن عبدالكريم العيسى الذي يشغل حالياً منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي -التي تأسست في 1962 ومقرّها مكة: "سنتوقف عن تمويل دور العبادة في الدول الأجنبية". وأثناء تصريحه للصحيفة السويسرية قال إنه "آن الأوان ليتسلم إدارة مسجد جنيف مجلس إدارة سويسري، يمثل المسلمين في المنطقة، وله رئيس منتخب". 

 هذا يعني أن المؤسسة الثقافية في جنيف التي تدير شؤون المسجد منذ تأسيسه سنة 1978، ستنسحب من مهمتها تلك. وسيتم وضع هذا الصرح الإسلامي الكبير الذي افتتحه الملك الراحل خالد بن عبد العزيز بين يدي "الجالية الإسلامية في جنيف وضواحيها".

العيسي أكد وفق ما نشرت أيضاً مجلة Valeurs الفرنسية أن السعودية "سنتخذ الإجراءات ذاتها في جميع أنحاء العالم. في كل مكان، ستؤسس مجالس إدارية محلية بالتعاون مع السلطات الوطنية. وتحديداً لأسباب أمنية. لا بد أن نضمن بالتأكيد أن المساجد في أيدٍ أمينة، ثم لن نتدخل بعدها". 

وكان العيسى، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، قد أعطى إشارات أولية عن مثل هذا التغيير. ففي نهاية عام 2017 فُصل 4 موظفين من مسجد جنيف، كل منهم له سجل لدى الشرطة الفرنسية لاعتبارهم يشكلون تهديداً محتملاً على الأمن القومي الفرنسي. وقال: "نريد مركزاً يشع سلاماً. أنا ضد الفكر الانغلاقي. من الضروري أن نعمل معاً لتقليل الفجوات الثقافية واحترام الدول".  

مع ذلك، تشكك صحيفة Le Point الفرنسية في هذه الخطوة. وتساءلت كيف ستنظم الجاليات المسلمة أمورها، علماً بأنها لم تُبلَّغ مسبقاً بقرار وقف التمويل هذا؟ خاصة أن السلطات المحلية في بعض الدول، وتحديداً فرنسا لكونها دولة علمانية، لا تتدخل في الأمور المتعلقة بإدارة دور العبادة. 

من جانبه، تساءل المتحدث الرسمي السابق باسم المسجد الكبير في باريس، حافظ ورديري: "كيف يمكننا أن نجد بين عشية وضحاها ما يكفي من الأشخاص المؤهلين لإدارة مثل هذا المسجد؟". 

وأشار ورديري إلى أن مسجد جنيف يوظف 17 شخصاً ويقدم الكثير من الأنشطة وأوجه الدعم، متسائلاً: من سيكون قادراً على تمويل مثل هذه المؤسسة. 

أجاب محمد العيسى: "تعتمد بعض المساجد على رسوم العضوية والتبرعات الخاصة، فلماذا لا يُطبَق نفس الشيء مع مسجد جنيف؟ يجب أن ينوع مصادره، إذا أراد أن يستقل".

تحميل المزيد