"ومن الحب ما قتل".. مَثَل طبَّقه عدد من الشبان السوريين للانتقام من حبيبات رفضن الارتباط بهم، في جرائم عاطفية زادتها فوضى انتشار الأسلحة وغياب مراقبتها بين المواطنين منذ اندلاع الحرب السورية قبل 9 سنوات. إذ نفّذ شبان سوريون عمليات تفجيرية باستعمال قنابل يدوية للانتقام من حبيباتهم.
جريمة عاطفية: لجأ شاب سوري إلى تفجير فتاة يحبها بقنبلة يدوية، ما أدى لمقتلهما معاً، في قرية كفر اللحف بريف محافظة السويداء جنوب البلاد، الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2020، بعد أن علم بأنها على وشك الخطوبة من شاب آخر.
تفاصيل الحادث: كانت حنان البالغة من العمر 22 عاماً عائدة من الجامعة عندما مرّت بجانب منزل الشاب حافظ نزار أبو فخر، الذي يقع بالقرب من منزلها، ليفجر الأخير قنبلة يدوية كانت بحوزته.
حافظ كان قد تقدم لخطبة حنان عدة مرات، وتم رفضه، لكن عندما علم الشاب بأن حنان على وشك الخطوبة من شاب آخر، قرّر أن ينفذ جريمته التي وقعت في قرية كفر اللحف بريف السويداء الغربي.
حادثة تكرّرت لعدة مرات في سوريا: قد شهد العام الماضي (2019) جريمة مشابهة في محافظة السويداء، عندما أقدم شاب يدعى رامي خالد حذيفة، على تفجير قنبلة يدوية داخل منزل وليد صادق في بلدة الكفر.
كان الشاب الذي يبلغ من العمر 19 عاماً، قد عرض الزواج على الفتاة بيسان (17 عاماً) مرات عدة، غير أن طلبه قوبل بالرفض من قبل عائلة الفتاة. وقرر رامي حينئذ التوجه إلى منزل بيسان، ثم فجر قنبلة يدوية كانت بحوزته داخل البيت.
كما أن رجلاً قتل وأُصيب آخرون بانفجار قنبلة يدوية في حي الجمهورية بمدينة اللاذقية على الساحل السوري، في سبتمبر/أيلول من العام المنصرم. وذكرت وسائل إعلام وقتها أن شجاراً حصل بين الرجل وزوجته لأسباب غير واضحة، مما استدعى تدخل جارهما لفكّ النزاع بينهما، ليقوم الزوج بفتح قنبلة انفجرت بهم داخل المنزل.
عودة إلى الوراء: تعتبر كفر اللحف إحدى القرى السورية التي تبعد بحوالي 18 كم عن مركز مدينة السويداء. تم فيها انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لتعيين سلطان الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى، في ضيافة المجاهد الكبير شاهين أبوفخر.
من أعلامها قاضي الدم في جبل العرب عجاج أبوفخر، وقد تسلم من بعده هذا اللقب ابن ابنه، قفطان أبوفخر فضل الله بك أبوفخر، الذي كانت له مكانة كبيرة في مضافات جبل العرب.
فوضى انتشار الأسلحة: كانت تقارير إعلامية رسمية تحدثت عن انتشار ظاهرة الجرائم العاطفية وجرائم قتل أخرى في محافظة السويداء، وغيرها من المحافظات السورية، عازية ذلك إلى "فوضى انتشار الأسلحة" بين المواطنين، في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد منذ نحو 9 أعوام.