أعلنت السلطات المكسيكية، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2020، العثور على رفات 29 طفلاً في حفرة بولاية خاليسكو، غربي البلاد. وذكرت النيابة العامة بالولاية، في بيان، أنه جرى إخراج رفات 29 طفلاً من إحدى الحفر، بعد العثور عليها في مدينة "إل ميرادور"، وفق إعلام محلي.
من جانبه، أوضح معهد "خاليسكو" لعلوم الطب الشرعي، في بيان، أن 4 أطفال جرى تحديد هوياتهم، فيما لا يزال العمل جارياً على تحديد هويات الأطفال الآخرين.
بينما فتحت السلطات تحقيقاً في الحادث، يعتقد أن عصابة "الجيل الجديد في خاليسكو" التي تتاجر في المخدرات هي من تقف خلفه.
آلاف القتلى والمفقودين
يذكر أن أكثر من 300 ألف شخص لقوا مصرعهم في حملات مكافحة تهريب المخدرات التي بدأت في المكسيك عام 2006. وإلى جانب القتلى، تظهر الأرقام الرسمية فقدان أكثر من 40 ألفاً آخرين، وترك أكثر من 340 ألف شخص ديارهم بسبب أحداث العنف.
أطلقت السلطات المكسيكية منذ عام 2006 حرباً ضد عصابات المخدرات السبع الرئيسية التي استطاعت السيطرة على ما يقارب 81% من اقتصاد البلاد، حيث نشرت آلاف الجنود العسكريين بعد أن كانت تعتمد على فرق أمنية تقليدية ضعيفة لمواجهة المهربين الذين ينقلون حوالي 90% من المخدرات التي تدخل الولايات المتحدة.
إذ قتل ما يصل إلى 28 ألف شخص منذ انطلاق حملة أرسل خلالها الرئيس المكسيكي السابق فيليب كالديرون الجنود ورجال الشرطة في أنحاء البلاد لمكافحة عصابات المخدرات، بينما قدمت واشنطن مئات الملايين من الدولارات لتعزيز قدرة نيو مكسيكو على مطاردة العصابات.
في عام 2018 وحدها لقي أكثر من 9400 شخص مصرعهم في المكسيك بسبب حرب "كارتيلات" المخدرات، وهو العام الذي كشف عن واحد من أبرز القتلة، وهو صبي في الـ14 من عمره.
أطفال "أبطال" عصابات المخدرات في المكسيك
كشف فيديو نشرته الشرطة المكسيكية عن فتى ذي شعر مجعد يعرف باسم "البونشيز"، يقطع ويذبح ضحاياه ويضرب بعضهم بالعصا ويقف بالقرب من الجثث للتصوير.
إدغار غومينيس لوغو، فتى مكسيكي أصبح مشهوراً، بعد ظهوره في صور وفيديوهات على الإنترنت قبل شهر. فقد ألقى الجيش المكسيكي القبض على إدغار عندما كان هو وأخته اليزابيث (19 عاماً) يحاولان الصعود إلى طائرة كانت متجهة لمدينة تجوانا على الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتم عرض الاثنين أمام الصحفيين، وصرح إدغار: "اشتركت في أربعة إعدامات، لكنني كنت تحت تأثير المخدرات والتهديد بالقتل إذا لم أنفذ الأوامر"، وأضاف أنه "تعرض للخطف من قبل عصابة عندما كان في الـ11 من عمره".
وُلد إدغار في مدينة سانت دييغو بكاليفورنيا، وهو السبب الذي جعل المسؤولين القنصليين الأمريكيين يهرعون إلى تقديم المساعدة له بسبب جنسيته الأمريكية، وعندما كان طفلاً صغيراً أرسله والده وخمسة من إخوته الصغار إلى ضاحية غويتيبك بمدينة غويرنافاكا ليعيشوا مع جدتهم.
قال القاضي بمحكمة الأحداث في غويرنافاكا أرماندو ديفيد بريتو، إن هذه القضية من أغرب القضايا نظراً لسن المتهم، ويضيف: "معظم القضايا التي نعالجها هنا عبارة عن سرقات نهب وسطو وترويج مخدرات، وهناك القليل من الانتحارات ربما 10، تورط فيها أطفال خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة"، ويقول القاضي بريتو إن أقصى عقوبة يمكن أن تصدر بحق إدغار هي ثلاث سنوات سجناً بسبب سنه.
كما ناقش الكونغرس المكسيكي ما إذا كان من الضروري تغيير القانون في هذا الخصوص، "لأن عقوبة البالغين هي السجن، التي ينبغي أن يقضي فيها المدان سنوات عدة، أما بالنسبة للأطفال، فينبغي النظر إلى العقوبة كتربية، وهذه هي المشكلة".