اجتماع سري عُقد مؤخراً في العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2020، بين زعماء الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، ترأسه زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بتكليف من طهران، بهدف إعادة توحيد صفوف تلك الفصائل الموالية لإيران، والتوصل إلى هدنة بينها، في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية لكل من قاسم سليماني وأبومهدي المهندس.
لماذا هذا الخبر مهم؟ مباشرة بعد اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، رجل إيران القوي في المنطقة، برزت تصدعات بين الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، إذ أكد تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن خلافات بين الفصائل المسلحة برزت أيضاً بمقتل زعيم كتائب حزب الله العراقي أبومهدي المهندس.
كما أن الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها العراق وترفع من بين مطالبها "فك الارتباط" بإيران، هدّدت نفوذ ومصالح طهران داخل البلاد، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، المحسوب على طهران.. وترى الأخيرة أن الفرصة مواتية لإعادة نفوذها، مستغلةً حادث اغتيال سليماني والمهندس.
كيف كان رد فعل الفصائل؟ الفصائل الشيعية المسلحة وافقت على وضع خلافاتها جانباً والمصادقة على هادي العامري زعيماً للحشد الشعبي، في إطار خطة واسعة لنصر الله لكبح التوتر بين الجماعات الشيعية، وتوحيد المقاومة ضد القوات الأمريكية في العراق.
- معظم قادة الفصائل سافروا بعد اجتماع بيروت إلى طهران يوم الأحد 5 يناير/كانون الثاني، قبل التحرك إلى قم، حيث التقوا بالزعيم الشيعي المؤثر الصدر، في محاولة لإظهار الوحدة.
ما هي الفصائل التي حضرت اللقاء؟ معظم المسؤولين البارزين في الفصائل الشيعية المسلحة، بمن فيها عصائب الحق وكتائب حزب الله وكتائب جند الإمام وكتائب سيد الشهداء وكتائب الإمام عليّ، وصلوا إلى بيروت؛ تلبية لدعوة من حسن نصر الله الذي طالبهم بـ "تنحية خلافاتهم جانباً"، والتهدئة في أعقاب الغارات الأمريكية.
أسباب الخلاف بين الجماعات الشيعية: من الخلافات التي ظهرت في الأشهر الأخيرة بين أهم فصيلين شاركا في اجتماعات بيروت، تلك المتعلقة بالحصول على المناصب الحكومية، التي حصل عليها فصيل مقرب من أبومهدي المهندس وحُرم منها الفصيل الآخر لأنه تحدى أوامر المهندس.
إضافة إلى تدهور العلاقة بين المرجعية في العراق آية الله علي السيستاني وخامنئي، ما أدى لنقاش في الدوائر الإيرانية حول نجاعة السياسة التي ينتهجها خامنئي في العراق.
مواجهة محتملة مع السُّنة والأكراد: يبقى الهدف الأساسي من توحيد صفوف الفصائل الشيعية هو محاولة إخراج القوات الأمريكية من العراق، غير أن هذا التوجه يجد معارضة من بقية الفصائل، خاصة السُّنة الأكراد الذين يرفضون فكرة خروج القوات الأجنبية من البلاد.
هذا الانقسام من شأنه أن يثير المزيد من النعرات الطائفية، وأي مواجهة بين السُّنة والأكراد من جهة والشيعة من جهة ثانية، قد يؤدي إلى احتمال تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق.