أكد مكتب رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي أن الحكومة لن تتراجع عن قرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
ويليام وردة، المتحدث باسم مكتب عبدالمهدي، قال في تصريح صحفي، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2020، إن "بلاده لن توقّع على اتفاق يتعلق بإبقاء القوات الأمريكية في العراق لمواصلة القتال ضد داعش".
بغداد متشبثة برحيل جميع القوات الأجنبية عن البلاد
كما لفت إلى أن "الحكومة ستدعم تصويت البرلمان الخاص بانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس". وأضاف أن "البرلمان أصدر توصية برحيل القوات الأمريكية، إلا أنني أعتقد أن الولايات المتحدة والعراق لديهما، أو أنهما على وشك التوصل إلى اتفاق لمواصلة القتال ضد داعش".
المتحدث باسم الحكومة أوضح أيضاً أنه "حتى هذه اللحظة، تلتزم الحكومة بتنفيذ قرار البرلمان، الذي ينص على أن جميع القوات الأجنبية يجب أن تنسحب من العراق، وأن القوات الأجنبية لا تعني فقط وجود القوات الأمريكية، لكن جميع القوات الأخرى".
تابع أنه "لا يوجد اتفاق مع الإدارة الأمريكية على إبقاء القوات، والحكومة على المسار الصحيح لتنفيذ قرار البرلمان العراقي".
كان البرلمان العراقي قد صوّت في 5 يناير/كانون الثاني الجاري على قرار يطالب بموجبه حكومة بغداد بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد، خلال جلسة شهدت مقاطعة النواب الأكراد ومعظم النواب السنة.
إذ تقول الحكومة العراقية إنها تعمل على إعداد الخطوات الإجرائية والقانونية لتنفيذ القرار. لكن طلبها المقدم إلى الولايات المتحدة، قبل يومين، بإرسال وفد لمناقشة آلية مغادرة القوات، قوبل برفض واشنطن.
واشنطن ترفض فكرة سحب قواتها من العراق
من جهتها، رفضت واشنطن طلباً عراقياً للإعداد لسحب قواتها، وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بعد مقتل قائد إيراني كبير في هجوم أمريكي في بغداد، وقالت إنها تدرس توسيع وجود حلف شمال الأطلسي هناك.
في محاولة لتكثيف الضغط على خصمها اللدود، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على إيران، رداً على مهاجمة طهران قوات أمريكية في العراق، انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني.
إذ يتحمل العراق فيما يبدو عبء تصاعد العنف، نظراً لأنه الساحة الرئيسية للمواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وجارته إيران. ويواجه زعماؤه مأزقاً، لأن واشنطن وطهران حليفتان رئيسيتان أيضاً للحكومة العراقية وتتنازعان على فرض النفوذ هناك.
كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران خططت على الأرجح لمهاجمة سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وكانت تهدف إلى مهاجمة أربع سفارات أمريكية عندما قتلت ضربة أمريكية بطائرة مسيّرة سليماني.
بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أي وفد أمريكي لن يناقش انسحاب القوات الأمريكية، لأن وجودها في العراق "مناسب". وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاجوس، في بيان: "بيد أن ثمة حاجة للحوار بين الحكومتين الأمريكية والعراقية، ليس فيما يتعلق بالأمن فحسب، لكن بشأن شراكتنا المالية والاقتصادية والدبلوماسية".
وقال ترامب خلال المقابلة مع فوكس نيوز إنه إذا أراد العراق مغادرة القوات الأمريكية فسنقول له: "عليكم أن تدفعوا لنا الأموال التي دفعناها"، وأضاف: "أعتقد أنهم سيوافقون على الدفع. وبغير ذلك سنبقى هناك".
اتخذ البرلمان والحكومة العراقيان قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد، على خلفية اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس، في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني.
بينما يرفض السُّنة والأكراد إخراج القوات الأجنبية، وخاصة الأمريكية، من العراق، خشية أن تتغلغل إيران أكثر في البلد عبر فصائل مسلحة موالية لها وأحزاب شيعية مقربة منها، وفق ما يرى مراقبون. وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.