ستسحب السعودية 21 من الطلبة العسكريين الذين كانوا يتلقون تدريبات عسكرية في الولايات المتحدة بعد تحقيق أمريكي في إطلاق ضابط سعودي النار على ثلاثة أمريكيين في قاعدة بحرية بفلوريدا، وهي الواقعة التي وصفها وزير العدل الأمريكي ويليام بار، الإثنين 13 يناير/كانون الثاني 2020، بأنها عمل إرهابي.
حسب وكالة "رويترز"، فإن الهجوم الذي وقع في 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، عقّد العلاقات الأمريكية السعودية، في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران غريمة السعودية في المنطقة. وأطلق نائب قائد للشرطة النار على المسلح، وهو الملازم ثانٍ بسلاح الجو السعودي محمد سعيد الشمراني، فأرداه قتيلاً في الواقعة التي حدثت ببينساكولا في ولاية فلوريدا.
إذ قدم بار تفاصيل لم يكشف عنها من قبل تتعلق بتصرفات الشمراني قبل إطلاق النار. وذكر بار أن 21 طالباً تم سحبهم من منهج التدريب في الجيش الأمريكي وسيغادرون الولايات المتحدة خلال ساعات، بعد أن أظهر التحقيق أنهم إما كانت بحوزتهم مواد إباحية مرتبطة بالأطفال أو لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن محتوى إسلامياً متطرفاً أو معادياً للولايات المتحدة.
الرياض تسحب طلابها من أمريكا بدلاً من طردهم
كما لمّح بار إلى أن السعودية هي التي سحبت الطلاب بدلاً من أن تطردهم الولايات المتحدة رسمياً، وأضاف أن السلطات السعودية أبلغتهم رسمياً بأنها ستدرس توجيه اتهامات جنائية ضدهم. وقال مسؤول من وزارة العدل، كان يطلع الصحفيين على التطورات وطلب عدم نشر اسمه، إن مسؤولين أمريكيين اتفقوا على قرار سحبهم.
ذكر بار أيضاً، خلال مؤتمر صحفي، أنه لا يوجد دليل على أن الشمراني تلقى مساعدة من متدربين سعوديين آخرين، أو أن أياً منهم كان على علم مسبق بالهجوم. وقُتل ثلاثة بحارة وأصيب ثمانية آخرون في هذا الهجوم قبل أن تردي الشرطة الشمراني قتيلاً.
كما أوضح المسؤول الأمريكي قائلاً: "هذا عمل إرهابي. أظهرت الأدلة أن المسلح كان مدفوعاً بالأيديولوجية الجهادية. وخلال مسار التحقيق علمنا أن المسلح نشر رسالة يوم 11 سبتمبر/أيلول الماضي قال فيها: بدأ العد التنازلي".
أضاف أن الشمراني زار أيضاً النصب التذكاري في مدينة نيويورك لضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 والتي نفذها خاطفون سعوديون يتبعون تنظيم القاعدة. كما نشر الشمراني رسائل على مواقع التواصل مناهضة للأمريكيين والإسرائيليين ورسائل جهادية، بينها رسالة قبل ساعتين من تنفيذ الهجوم.
ذكر بار أيضاً أن شركة أبل لم تساعد حتى اليوم مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) لفتح هاتفَي الشمراني المحمولين. وأضاف أن مكتب التحقيقات استنفد إلى حد بعيد كل وسائله لفتح الهاتفين.
فيما لم تردّ أبل على طلب للتعليق، وقالت إنها قدمت للمكتب "كل البيانات بحوزتنا".