كشفت رسائل البريد الإلكتروني الداخلية الصادرة من شركة بوينغ إلى الكونغرس، أن الموظفين داخل الشركة سخروا من إدارة الطيران الفيدرالية، وناقشوا المسائل المتعلقة بطائرة 737 Max، التي أُوقفت رحلاتها العام الماضي بعد حادثتين مميتتين، حسب ما أورده موقع The Business Insider الأمريكي.
حصلت كلٌّ من وكالة Reuters وصحيفة The New York Times، يوم الخميس 9 يناير/كانون الثاني، على مئات من رسائل البريد الإلكتروني التي قدمتها بوينغ إلى الكونغرس وإدارة الطيران الفيدرالية في ديسمبر/كانون الأول. وناقشت رسائل البريد الإلكتروني مجموعة من المواضيع، من ضمنها مشكلات السلامة مع برمجيات Max والتدريبات القليلة التي قُدِّمت إلى طياري Max.
موظفون في شركة بوينغ يسخرون من طائرتهم
في الرسائل التي ترجع إلى عام 2018 والتي اطلعت عليها صحيفة The New York Times، يبدو أن أحد الموظفين ناقش التستر على مشاكل بالطائرة Max من جانب إدارة الطيران الفيدرالية عندما كانت الهيئة المنظِّمة الطيران تشهد أنظمة المحاكاة الخاصة بالطائرة.
بحسب الصحيفة، فقد قال أحد الموظفين: "لم يغفر لي الله ما فعلته من تستُّر في العام الماضي". وقال أحد الموظفين لزميلٍ له، ضمن مجموعة غير مؤرخة من الرسائل التي اطلعت عليها الصحيفة: "هل تضع عائلتك على متن طائرة Max دُرب طاقمها بأنظمة المحاكاة؟ أنا لن أفعل". وأجاب زميله: "لا".
كما أنه في أبريل/نيسان 2017، اشتكى موظفان من سلامة الطائرة Max. وكتب أحد الموظفين في رسالة فورية: "هذه الطائرة صممها مهرجون والذين يشرف عليهم القرود بدورهم".
الشركة ترفض الرسائل وتوضح
من جهتها، قالت بوينغ في بيان صحفي، يوم الخميس، إنها قدمت الوثائق إلى إدارة الطيران الفيدرالية ولجنة مجلس الشيوخ للتجارة والعلوم والتكنولوجيا ولجنة مجلس النواب للنقل والبنية التحتية، في ديسمبر/كانون اﻷول؛ من أجل الشفافية. وقالت الشركة إن هذه الرسائل "لا تعكس حقيقة ما عليه الشركة وما يجب أن نكون عليه، وهي غير مقبولة على الإطلاق".
الشركة أضافت أيضاً في البيان: "بعض هذه الرسائل تتعلق بتطوير وتأهيل أجهزة محاكاة Max في عامي 2017 و2018. وتحتوي هذه الرسائل على لغة استفزازية، وفي بعض الحالات، تثير أسئلة حول تفاعلات الشركة مع إدارة الطيران الفيدرالية فيما يتعلق بعملية تأهيل المحاكاة".
كما أوضحت أنه "بعد مراجعة المسألة بعناية، نحن على ثقة بأن جميع أجهزة محاكاة طائرة Max تعمل بفاعلية"، مضيفة أن المشكلات المشار إليها في هذه الرسائل "حدثت في وقت مبكر من عمر أنظمة المحاكاة هذه".
بخصوص أنظمة المحاكاة، أشارت الشركة قائلة: "في الواقع، أُجري أكثر من عشرين من المؤهلات التنظيمية لأنظمة محاكاة Max، والتي نفذتها إدارة الطيران الفيدرالية وعديد من المنظمين الدوليين، وذلك منذ أوائل عام 2017. ونحن لا نزال واثقين بالعملية التنظيمية لتأهيل هذه المحاكيات".
قبل أن تقدّم اعتذارها
اعتذرت شركة بوينغ عن الرسائل، ووعدت باتخاذ إجراءات تأديبية ضد الموظفين المذكورين فيها.
كانت طائرة 737 Max التابعة لشركة بوينغ قد تعرضت للفحص والتدقيق في مارس/آذار؛ بعد أن تسبب حادثان مميتان للطائرة في مقتل 346 شخصاً. وأُوقفت رحلات الطائرة منذ ذلك الحين بعد فحص الجهات التنظيمية المكثف.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول، زودت بوينغ إدارة الطيران الفيدرالية بنسخ من الرسائل الفورية من كبير الخبراء التقنيين السابقين، مارك فوركنر، بخصوص الطائرة 737 Max وصف فيها المشكلات في أثناء رحلة محاكاة باستخدام نظام التحكم الآلي في الطيران "MCAS" والتي أسهمت بالنهاية في الحادثين، فضلاً عن تضليل الجهات التنظيمية.
في رسائل عام 2016، وصف فوركنر MCAS بأنه "يخرج عن السيطرة في أثناء المحاكاة"، وقال: "لقد كذبت بشكل أساسي على المنظمين (من دون علم)"، وذلك في وصفه للمشكلات التي لم يكشف عنها من قبل.