اقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2020، توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ليشمل دولاً بالشرق الأوسط، وذلك مع سعي بلاده للحد من انتشارها العسكري عالمياً.
ترامب عبّر للصحفيين في البيت الأبيض عن اعتقاده بأنه "ينبغي توسيع حلف شمال الأطلسي وينبغي أن نضم الشرق الأوسط، بكل تأكيد".
تأتي هذه الدعوة، بعد يوم من اقتراح ترامب زيادة مشاركة الحلف في الشرق الأوسط، عندما تطرق للضربات التي شنتها إيران على جنود أمريكيين بالعراق، رداً على قتل واشنطن للقائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المُهندس.
رغم أن ترامب كان يتحدث بجدية عن مقترحه، فإنه أضفى جواً من المزاح، عندما قال إنه من الممكن تسمية الحلف باسم "حلف الأطلسي-الشرق الأوسط" أو "حلف الأطلسي زائد الشرق الأوسط"، مضيفا أنه طرح الاسم المحتمل على الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج يوم الأربعاء الفائت.
من جانبه، قال البيت الأبيض إن ترامب "أكد أهمية زيادة دور الحلف في منع الصراع والحفاظ على السلام في الشرق الأوسط"
تقليل أعباء أمريكا العسكرية
لم يخفِ ترامب خلال حديثه للصحفيين نيته أن تتحمل دول أخرى عبء العمليات العسكرية في المنطقة، فقال خلال حديثه عن قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إن "التنظيم أثار مشكلة دولية ينبغي لدول أخرى التصدي لها، يمكننا أن نعود للديار (…) ونستخدم حلف شمال الأطلسي".
أضاف الرئيس الأمريكي أن بلاده "أطبقت على داعش وأسدت لأوروبا معروفاً كبيراً".
يُذكر أن ترامب وجه مراراً انتقادات لحلف الأطلسي، وطالب أوروبا بدفع المزيد مقابل الدفاع الجماعي، وتقديم تنازلات لأمريكا تتعلق بالتجارة.
في ذات السياق، ذكرت السفيرة الأمريكية في حلف "الناتو"، كاي بيلي هتشيسون، أن الحرب على "داعش" مهمة لكل من الولايات المتحدة والحلفاء في حلف الأطلسي.
جاءت تصريحات هتشيسون في تصريح لمحطة "سي.إن.بي.سي"، وأضافت: "أعتقد أن ما يتطلع إليه الرئيس هو تعزيز تعاون حلفائنا مع العراق (…) هذا أمر يتعين لمجلس الحلف أن يبحثه ويتخذ قراراً بأن نبذل المزيد".
كان "الناتو" قد أدان الضربات الإيرانية لقاعدتين في العراق تواجد فيهما جنود أمريكيون، وقرر سحب بعض عناصره من العراق "مؤقتاً"، على خلفية التصعيد بين إيران وأمريكا.
يشار إلى أنه في فجر الأربعاء الماضي ضربت إيران قاعدتين أمريكيتين بالعراق بعشرات الصواريخ الباليستية، رداً على مقتل سليماني.
وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية تحدثت عن وقوع 80 قتيلاً على الأقل، لكن الرئيس الأمريكي ترامب نفى وقوع أي إصابات.
لاحقاً أعلن متحدث الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن بلاده لا تملك إحصائيات حول عدد القتلى والأضرار جراء الهجوم، وأنها "لا تؤيد أي إحصائية".