بينما كانت أنظار العالم تترقب الرد على مقتل الرجل الثاني بإيران الجنرال قاسم سليماني، قصفت طهران قاعدتين عسكريتين أمريكيتين بالعراق أبرزهما عين الأسد، فجر الأربعاء، دون أن تخلف خسائر تذكر بحسب تأكيدات الجانب الأمريكي.
التصريحات التي صدرت عن طرفي الأزمة عقب القصف الصاروخي أثارت حالة من الغموض الشديد، الإعلان السريع والغريب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إن "كل شيء على ما يرام"، واعتبار الزعيم الإيراني علي خامنئي أن الضربة صفعة على وجه أمريكا، أصابت المتابعين بحالة الالتباس، فماذا حدث، ولماذا لم تقع خسائر تذكر في صفوف الأمريكيين رغم إطلاق 22 صاروخاً؟.
"عربي بوست" حصل على تفاصيل حصرية لما دار داخل قاعدة عين الأسد الجوية، التي تضم نحو 1500 ضابط وجندي أمريكي ومئات المركبات والطائرات المسيرة.
ماذا حدث داخل قاعدة "عين الأسد"؟
مصدر عراقي يعمل داخل قاعدة "عين الأسد" قال لـ "عربي بوست" إن هناك عملية إخلاء سريع للجنود والآليات العسكرية تمت قبل القصف الصاروخي بساعة.
يقول المصدر: انسحبت الآليات وأغلب جنود الجيش الأمريكي من القاعدة نحو صحراء الأنبار، بعد إطلاق صافرات الإنذار التي انطلقت قبل ساعة من القصف الصاروخي الإيراني.
وتقع قاعدة عين الأسد في صحراء الأنبار، بناحية البغدادي بمدينة الرمادي غرب العراق، وهي عبارة عن مجمع مترامي الأطراف على بعد حوالي 110 أميال شمال غربي بغداد.
المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه قال إنه لم يتبق في القاعدة سوى قرابة 250 جندياً أمريكياً، تجمعوا داخل أماكن محصنة تحصيناً جيداً داخل "عين الأسد".
بالتزامن مع عملية الانسحاب أصدرت قيادة القاعدة الأمريكية تعليمات بإطلاق النار، والتعامل الفوري مع أي مركبة عسكرية أو مدنية تقترب من "عين الأسد".
بعد ساعة من ابتعاد القوات الأمريكية وتأمين خروجها، تم قصف "عين الأسد"
بـ 17 صاروخاً، من ضمنها صاروخان لم ينفجرا.
ونقلت قناة "سي إن إن" الأمريكية، عن مسؤول أمريكي قوله إن القوات الأمريكية تلقّت تحذيراً قبل الهجمات، وإن الجنود دخلوا إلى الملاجئ قبل وقوعها.
إيران أخطرت الحكومة العراقية بالقصف الجوي
عملية الإخلاء السريعة للقوات الأمريكية من القاعدة المستهدفة، تؤكد حصول الجانب الأمريكي على معلومات بتفاصيل العملية.
لكن لم يتسن لـ "عربي بوست" معرفة كيف حصل الجانب الأمريكي على تلك المعلومات.
يأتي ذلك فيما قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، إنه تلقى رسالة شفوية رسمية من إيران، بأن الرد على مقتل قاسم سليماني "قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل".
البيان أوضح أيضاً أن الرسالة الإيرانية جاء بها "أن الضربة ستقتصر على أماكن وجود الجيش الأمريكي في العراق دون أن تحدد مواقعها".
قامت رئاسة الوزراء على الفور بإنذار القيادات العسكرية العراقية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة فور تلقيها خبر الهجوم.
وتضم قاعدة "عين الأسد" الجوية إلى جانب القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي ضباطاً وجنوداً ومدنيين عراقيين.
الانسحاب المبكر منع وقوع خسائر في صفوف الأمريكيين
ورغم إعلان الجانب الإيراني مقتل أكثر من 80 أمريكياً في القصف الصاروخي، فإن الجانبين الأمريكي والعراقي أكدا على عدم وقوع خسائر تذكر، إذ أعلن
مكتب رئاسة الوزراء عدم تلقيه أية أنباء عن خسائر بشرية لدى الجانب العراقي، كما أعلن التحالف عدم تسجيل خسائر بشرية في صفوف التحالف الدولي والجيش الأمريكي والقوات العراقية.
المصدر الخاص أكد أيضاً عدم تعرض القاعدة إلى خسائر مالية باهظة الثمن، وأن "كل ما يذكر غير ذلك في وسائل الإعلام غير صحيح"، على حد تعبيره.
مصدر بالسفارة الأمريكية بالعراق قال لـ "عربي بوست"، إن "السفارة لم تسجل أي إصابات بشرية، حسب التقارير الرسمية التي وصلت لمبنى السفارة.