أفاد تقرير جديد صادر عن مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني بأنَّ شركة Constellis القابضة -التي تقدم خدمات أمنية للسفارة الأمريكية في العراق وتعود جذورها إلى شركة بلاك ووتر العسكرية المثيرة للجدل- تقترب من الإفلاس.
قال التقرير، الذي نشر تفاصيله موقع CBS News الأمريكي، إنَّ الشركة قد تصبح تحت إشراف المحكمة في أوائل فبراير/شباط المقبل، مع أنَّ الإفلاس ليس مؤكداً. وتخلَّفت الشركة، التي تراكمت عليها الديون طوال العقد الماضي وأصبحت مُطالَبة بسداد أكثر من مليار دولار، عن سداد بعض ديونها في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما جعلها في وضعٍ مُخالِف بعد تخلُّفها عن الدفع، وفقاً لمؤسسة موديز ووكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني.
الشركة تواجه تباطؤاً في النمو
إذ كانت إيراداتها أقل من المتوقع في النصف الثاني من العام الماضي 2019، مما أدى إلى انخفاض "مفاجئ وكبير" في سيولتها النقدية في الربع الرابع من العام، حسبما ذكرت مؤسسة موديز. وحصلت الشركة مؤخراً على قرضٍ بقيمة 110 ملايين دولار من بعض مُقرِضيها الحاليين من أجل دعم مواردها المالية.
من جانبها خفَّضت مؤسسة موديز التصنيف الائتماني للشركة يوم الجمعة الماضي 3 يناير/كانون الثاني، وقالت إنَّ خطر الإفلاس يتزايد. فيما حذَّرت وكالة ستاندرد آند بورز في الأسبوع الماضي كذلك من أنَّ مشكلات الشركة قد تدفعها إلى الإفلاس.
هذا وتتفاوض الشركة مع دائنيها وما زالت تأمل في التوصل إلى تسويةٍ مع المقرضين كي لا تضطر إلى إعلان إفلاسها، وفقاً لمصدر مُقرَّب من الشركة.
وقال متحدثٌ باسم الشركة في بيانٍ لقِسم MoneyWatch التابع لموقع CBS الأمريكي: "شركة Constellis تعتزم مواصلة إدارة أعمالنا وتنفيذ استراتيجية أعمالنا والوفاء بالتزاماتنا تجاه حاملي أسهم الشركة".
التوترات مع إيران تُعزِّز وضع شركات الخدمات الأمنية
صحيحٌ أنَّ شركة Constellis لا تحرس منشأة السفارة الأمريكية في بغداد، لكنَّها توفِّر الأمن للدبلوماسيين وغيرهم ممَّن يدخلون المبنى ويخرجون منه. وقد قال مصدرٌ مُقرَّب من الشركة إنَّ وضع عقدها مع السفارة الأمريكية في العراق لم يتغير. وكذلك تُقدِّم الشركة خدمات حماية مماثلة لحكومات وشركات خاصة في 30 دولة في مختلف أنحاء العالم.
يُذكَر أنَّ بعض المتظاهرين المناهضين للولايات المتحدة حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد في الأسبوع الماضي. وقد اتهمت الولايات المتحدة إيران بإثارة تلك المظاهرات، التي أشعلت التوترات بين واشنطن وطهران.
هذا وتأتي مشكلات شركة Constellis المالية في الوقت الذي يزداد فيه المستثمرون تفاؤلاً بشأن فرص ازدهار شركات الدفاع والخدمات الأمنية المتعاقدة وسط تصاعد التوترات مع إيران. إذ ارتفعت أسهم شركتي نورثروب غرومان ولوكهيد مارتن بنسبة 8% و5% على الترتيب، في الأسبوع الماضي، بسبب الغارة الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني يوم الجمعة الماضي.
علاقاتٌ سابقة مع شركة بلاك ووتر
يُذكَر أنَّ بعض الأفراد المتعاقدين مع شركة بلاك ووتر، التي انبثقت منها شركة Constellis، شاركوا في إطلاق نار أسفر عن مقتل العشرات من العراقيين العُزَّل في بغداد في عام 2007. وقد أديِن أربعة من المتعاقدين مع شركة بلاك ووتر بتهمة القتل في ذلك الحادث، لكنَّ القضاء برَّأ ثلاثةٌ منهم في ما بعد.