لكل شخص منا أشياء بعينها يحبها وأخرى لا يحبها، ولكل شخصٍ خصوصياته وأفكاره، هذه الأشياء هي التي تكون شخصيتك وتجعلك "أنت"، كما أنها تفرُّد كل منا بشخصية مختلفة عن الآخرين هو ما يجعل الحياة مثيرةً أو أكثر صعوبةً في بعض الأحيان.
فلماذا تختلف شخصيات الناس؟ وكيف تتكون شخصياتهم أساساً؟ وهل هذه الشخصية ثابتة لكل شخص أم يمكن تغييرها مع تغير الوقت؟.
أنواع الشخصيات
بداية علينا أنّ نعرف ماهي أنواع شخصيات الإنسان التي تختلف من شخص لأخر وهي جملة الخصائص الجسدية والعقلية والمعرفية والمزاجية والوجدانية والخلقية والبدنية والحركية لكل شخص.
الشخصية الوسواسية: يتميز أصحاب هذه الشخصية بنمط عام من القلق حول الانتظام، الكمالية، والاهتمام المفرط بالتفاصيل، التحكم العقلي والشخصي، وحاجة الشخص إلى السيطرة على بيئته.
الشخصية المتحاشية: يَظهر الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أنماط سائدة من القلق الاجتماعي والكبح الاجتماعي، الشعور بالعجز والدونية، الحساسية الشديدة تجاه التقييم السلبي، وتجنب التفاعل الاجتماعي، ويصف الأفراد المصابين بهذا الاضطراب أنفسهم غير مرحبٍّ بهم من قبل الآخرين ومنعزلين عنهم.
الشخصية الهستيرية: يتميز أصحاب هذه الشخصية بالمبالغة في إظهار عواطفهم والسعي المستمر للفت الانتباه ويسهل التاثير عليهم من قبل الآخرين كما قد يصدر منهم بعض التصرفات غير المقبولة اجتماعياً.
الشخصية الانهزامية: هي شخصية لا تهزم إلا نفسها، تبحث وتجد في البحث بهمة وحماس لكي توقع نفسها في الخطأ لتأسى على نفسها وتشفق على ذاتها، وتستدرج الناس كي يسيئوا إليها أو يلعنوها وكأنها تتلذذ بالهزيمة والمهانة ثم تعود وتبكي وتشكوا قسوة الناس.
الشخصية النرجسية: هي شخصية تفرط بتقدير وحب الذات وتتفاخر بانجازاتها ومواهبها لحد الاعتقاد بأنها فريدة من نوعها إضافة إلى عدم تعاطفها مع الأخرين وإنكار احتياجاتهم، كما انها تحب استغلال الاخرين لتحقيق أهدافها.
الشخصية الأنطوائية: هي شخصية تفضل العزلة والافراد عن الخلطة والاجتماع، يميزها برودة المشاعر وانحسار العواطف.
الشخصية الاضطهادية: أصحاب هذه الشخصية يتميزون بالشك المستمر وانعدام الثقة بالآخرين، وعادة ما يكونون في حالة بحث عن أدلة تبرهن على صحة شكوكهم في الآخرين كما يميلون إلى الحفاظ على نطاق ضيق من المشاعر.
الشخصية العصبية: هي شخصية غضوبة سريعة الانفعال وسهرة الاستثارة، إضافة لأن الشخص العصبي يكون ضو صوت عال وأعصاب متوترة.
الاجتماعية: تتمتع بالصفات التي تجعلها محبوبة أو غير مرفوضة على الأقل من قبل الآخرين وتتميز بأنها بالجاذبية والثقة بالنفس والمرح والإيجابية واللطف والإبتسامة.
لماذا تختلف شخصيات الناس؟
من خلال دراسة أجراها موقع live science الأمريكي وجد علماء النفس خلال آخر 25 سنةً، أن الشخصيات تدور حول خمس خصالٍ رئيسيةٍ، سُميت الخمس الكبار وهي:
" القبول، الوعي، العصبية، الانبساط، والانفتاح على التجارب".
وخلافاً للتصور الشائع الذي يرى أنّ الناس حبيسو الأنماط المحددةٍ من الشخصيات التي ذكرناها في الأعلى إلا أن هذه الدراسة وجدت أن غالبية الناس يقعون في منطقة ما في الوسط، لكن أيضاً لم تنكر أن هناك قلة من الناس متطرفة كلياً في صفة ما.
كريستوفر سوتو، عالم النفس بجامعة كولبي بولاية مين الأمريكية قال: "نعلم قطعاً من خلال الأبحاث أن الناس ليسوا مصنفين في فئاتٍ، كل صفةٍ في الشخصية هي بعدٌ مستمر. ويمكن أن تكون تلك الصفة لديك مرتفعةً للغاية أو منخفضةً للغاية، وأغلب الناس يقعون في منطقةٍ ما في الوسط".
لذلك علينا أن نعرف بأن موضوع الشخصيات ليس شيئاً شاملاً وحقيقياً للجميع.
الجزء الأكبر من تكوين شخصيتنا نكتسبه من أبائنا!
سواءٌ أعجبك الاعتراف بذلك أم لا، فإن الكثير من سمات شخصيتك يأتي من والديك؛ إذ إن نصف السمات الشخصية للبشر له أصلٌ جيني.
وتأتي بقية التنويعات في الشخصية من البيئة، مثل التجارب الحياتية، وترتيبك بين إخوتك.
مثال: "يميل أول المواليد لأن يكون حازماً، بينما يميل الثاني لأن يكون أخف ظلاً، كون الإخوة الأصغر يميلون لاستخدام السخرية لتعويض القوة التي يتفوق بها عليهم إخوتهم الأكبر".
البيئة التي تعيش فيها تستطيع تعديل شخصيتك
لا تشكل بيئتك شخصيتك فقط، لكنك تستطيع إلى حد ما تعديل شخصيتك وفقاً لظروفٍ معينةٍ.
يمكن أن تكون أكثر انفتاحاً في حفلةٍ ما بينما يمكن أن تكون أكثر قبولاً في بيتك مع أسرتك. لكنك تستطيع أيضاً أن تكون أكثر انطوائيةً حين تكون بحاجةٍ للتركيز على عملٍ ما، أو أكثر عدوانيةً حين تلعب رياضةً تنافسيةً، يعني هذا أن الشخصيات تتغير بمرور الوقت.
مثلاً حين يُصبح الأطفال بالغين يشهدون انخفاضاً حاداً في القبول والوعي؛ فيُصبحون أكثر لؤماً وكسلاً على سبيل المثال.
لكن الدراسات تُظهر أن الأشخاص فيما يتجاوزون مراحل البلوغ المبكرة إلى مراحل النضج تجعلهم تجارب ومحن الحياة -تزايد المسؤوليات، والعلاقات الشخصية، وما شابه ذلك- أكثر قبولاً، وأكثر وعياً، وأكثر استقراراً عاطفياً وأقل عصبيةً.