قالت صحيفة Financial Times البريطانية إن بيروت حاولت أن تعيد كارلوس غصن إلى الأراضي اللبنانية قبل أسبوع من فرار الرئيس السابق لشركة نيسان إلى العاصمة اللبنانية، وذلك بمساعدة عملاء أمنيين خاصين، كانوا يحاولون تدبير فراره على مدى شهور.
كما كشفت الصحيفة أن الجهود اللبنانية لاستعادة غصن بدأت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، وكانت تتضمن عدداً من المحترفين المتعاقد معهم، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة.
لبنان طلب عودة غصن قبل عام
يذكر أن غصن غادر اليابان على متن طائرة خاصة من مطار أوساكا، بعد الفرار من المراقبة الدائمة التي يخضع لها من الادعاء في طوكيو والتغلب على مصادرة جواز سفره.
تقول الصحيفة البريطانية إن السلطات اللبنانية طلبت عودة غصن منذ عام، وجددت الطلب أثناء زيارة كيسوكي سوزوكي، وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني، إلى بيروت في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2019.
كما تتوقع الصحيفة أن هذه الأنباء والطلبات ستزيد من الأسئلة حول طبيعة الدعم الذي تلقاه غصن قبل فراره.
في الوقت ذاته قال مصدران مقربان من غصن إنه التقى الرئيس اللبناني ميشال عون بعد فراره من اليابان، حيث قامت شركة أمنية خاصة بتهريبه رغم صدور قرار يفرض عليه الإقامة الجبرية، ما قد يعزز فكرة وقوف جهات رسمية في الدولة خلف عملية هروبه.
حيث قال أحد المَصدرين إن الرئيس عون استقبل غصن بحرارة يوم الإثنين، بعد وصوله إلى بيروت قادماً من إسطنبول على متن طائرة، مشيراً إلى أن غصن صار يشعر حالياً بالابتهاج والأمان والقدرة على المواجهة.
المصدران أكدا أيضاً أن غصن وجَّه الشكر إلى عون خلال لقائه إياه في قصر الرئاسة، على ما حظي به هو وزوجته كارول من دعم أثناء فترة احتجازه. وأضافا أن غصن حالياً في حاجة إلى حماية وتأمين من الحكومة بعد فراره من اليابان.
ترى الصحيفة البريطانية أيضاً أن عودة غصن إلى لبنان، بلده الأم، تعني أنه سيتجنب محاكمته في اليابان بشأن الفساد المالي، فيما يتعلق بالفترة التي شغل فيها منصب رئيس التحالف بين نيسان ورينو.
وتضيف أن المحاكمة، التي يعتقد أنها كانت لن تبدأ حتى الخريف المقبل، كان من المحتمل أن تستغرق أعواماً.
وبعد وصوله إلى لبنان، قال غصن إنه لم يفر من العدالة، ولكنه "فر من الاضطهاد السياسي والقانوني في اليابان". وقال شخص مقرب من عائلة غصن للصحيفة إن عملاء أمنيين استأجرهم غصن انقسموا إلى عدة فرق في عدد من الدول.
كما قال شخصان مطلعان على الأمر للصحيفة إن مؤيدي غصن في اليابان ساعدوا في عملية فراره. وقال مسؤول لبناني للصحيفة إن وزارة العدل اللبنانية سعت إلى عودة غصن بعيد اعتقاله، ولكن طوكيو لم ترد على الطلب.
لبنان لن يتخذ إجراءات ضد غصن
أما فيما يتعلق بوضع غصن الحالي في لبنان، فقد صرح مسؤولون لبنانيون بأنه لا حاجة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد غصن، لأنه دخل البلاد بصورة قانونية وبجواز سفر فرنسي رغم أن جوازات سفره الفرنسية واللبنانية والبرازيلية بحوزة محاميه في اليابان.
كما قالت وزارتا الخارجية الفرنسية واللبنانية إنهما ليستا على دراية بظروف وملابسات سفر غصن.
يذكر أن لبنان لم يبرم اتفاقاً لتسليم المجرمين مع اليابان، حيث كان من المقرر أن يمثل غصن للمحاكمة بتهم ارتكاب مخالفات مالية. وينفي غصن ارتكابه أي مخالفات.
من المنتظر أن يقوم غصن بعقد مؤتمر صحفي ببيروت في الثامن من يناير/كانون الثاني، بحسب ما صرح به محاميه الشخصي.