قال مسؤولون أمريكيون لرويترز، الثلاثاء 31 ديسمبر/كانون الأول 2019، إنه من المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة قوات إضافية من مشاة البحرية بشكل مؤقت إلى السفارة الأمريكية في بغداد بعد احتجاجات شابتها أعمال عنف خارج مجمع السفارة.
كما قال المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم إن عدد أفراد القوة سيكون صغيراً وإنه سيتم إرسالها من منطقة الشرق الأوسط.
إرسال مزيد من قوات "المارينز" يأتي بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على أن الولايات المتحدة ستقوم بحماية رعاياها في العراق، المتواجدين لدعم استقلال وسيادة ذلك البلد.
جاء ذلك في بيان صدر عن الخارجية الأمريكية، عقب اتصال هاتفي جمع بومبيو بكل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. وأضاف البيان: "أكد وزير الخارجية في اتصاله الهاتفي على أن الولايات المتحدة ستحمي وتدافع عن شعبها في العراق، المتواجدين لدعم سيادة واستقلال العراق".
اقتحام بوابة ثانية في السفارة الأمريكية في بغداد
يأتي ذلك تزامناً مع اقتحام محتجين غاضبين، الثلاثاء، بوابة ثانية للسفارة الأمريكية وسط بغداد، وأضرموا فيها النيران، وسط انتشار لقوات عراقية خاصة لاحتواء الاضطرابات، بحسب مصدر أمني وشهود عيان.
إذ أبلغ ثلاثة شهود عيان وكالة "الأناضول"، بأن العشرات من المحتجين الغاضبين اقتحموا بوابة للسفارة الأمريكية وهي بمثابة نقطة أمنية، وأضرموا فيها النيران، وذلك بعد ساعات من اقتحام حرم السفارة وإضرام النيران في إحدى بواباتها وأبراج مراقبة وكرفانات.
بينما قال مصدر أمني من شرطة بغداد، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "السلطات العراقية نشرت قوات خاصة في محيط السفارة لإبعاد المحتجين الذين لا يزالون يرشقونها بالحجارة". وأضاف المصدر، أن "هذه القوة مهمتها بالأساس حماية المنطقة الخضراء التي تتواجد فيها السفارة وسط بغداد".
قبل ساعات، اقتحم العشرات من المحتجين الغاضبين، حرم السفارة الأمريكية ببغداد، وأضرموا النيران في إحدى بواباتها وأبراج المراقبة والكرفانات التي تستقبل المراجعين، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من إبعادهم عن الحرم إلى محيط السفارة.
إذ أصيب 23 محتجاً بإصابات وحالات اختناق جراء إطلاق قوات مكافحة الشغب وحرس السفارة قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، خلال الاضطرابات التي سبقتها إجلاء موظفي السفارة بمن فيهم السفير ماثيو تولر، والإبقاء على بعض الجنود الأمريكيين الذي يقومون بأعمال الحراسة.
دعوات للتهدئة وضبط النفس
من جانبه، دعا رئيس تيار "الحكمة" عمار الحكيم، الأطراف كافة الى "ضبط النفس وتجنب التصعيد وعدم الانجرار للفوضى".
وأضاف الحكيم، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "على الحكومة العراقية تحمل مسؤوليتها في حماية البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق، والحفاظ على سمعته الدولية وما حققه من انفتاح تجاه المجتمع الدولي، بما يضمن أمن واستقرار البلاد".
أشار الحكيم إلى "ضمان الحق في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير عن الرأي، شريطة عدم الانجرار للفوضى".
تأتي الاحتجاجات ضد هجمات جوية شنتها القوات الأمريكية، الأحد، على كتائب "حزب الله" العراقي، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي، في محافظة الأنبار غربي العراق، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحاً من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح.
بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان الأحد، إن هذه الضربات تأتي رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمالي العراق.
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.