أعلن محتجون أمام السفارة الأمريكية، وسط العاصمة العراقية بغداد، الثلاثاء 31 ديسمبر/كانون الأول 2019، عزمهم الاعتصام بالمكان حتى إغلاق السفارة وطرد السفير من البلاد.
إذ أكد 3 محتجين، تحدّث إليهم مراسل الأناضول، أنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تحقيق هدفهم المتمثل في إغلاق السفارة نهائياً، وطرد السفير الأمريكي من البلاد. وقال المحتجون إنهم نصبوا خيامهم بالفعل في محيط السفارة.
في وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم كتائب "حزب الله" العراقي جعفر الحسيني، في بيان مقتضب، اطلعت عليه الأناضول، إنه "لا نية أبداً لاقتحام السفارة الأمريكية أو الاعتداء على كوادرها". وأضاف الحسيني: "أعلنا اعتصاماً مفتوحاً إلى أن تغلق السفارة ويطرد السفير من بغداد".
بينما تحلق المروحيات الأمريكية بين فترة وأخرى في أجواء السفارة، وتحث المحتجين عبر مكبرات الصوت على عدم اقتحام مجمع السفارة. ولا تزال النيران مشتعلة في بوابتين على السياج الخارجي لمجمع السفارة حتى الساعة 18:20تغ، دون قدوم فرق الدفاع المدني.
كما أفاد مراسل الأناضول بأن تعزيزات أمنية وصلت تباعاً إلى المكان، لكنها لم تتدخل لإبعاد المحتجين من محيط السفارة.
اقتحم العشرات من المحتجين الغاضبين حرم السفارة الأمريكية ببغداد، وأضراموا النيران في بوابتين، وأبراج المراقبة والكرفانات التي تستقبل المراجعين، قبل أن ينسحبوا إلى خارج أسوار السفارة.
قبل اشتعال الاضطرابات أمام السفارة، التي يشارك فيها مقاتلون من "الحشد الشعبي" ومدنيون، تم إجلاء موظفيها بمن فيهم السفير ماثيو تولر والإبقاء على بعض الجنود الأمريكيين الذي يقومون بأعمال الحراسة.
تأتي الاحتجاجات ضد هجمات جوية شنتها القوات الأمريكية، الأحد، على كتائب "حزب الله" العراقي، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي، في محافظة الأنبار غربي العراق، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح.
بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان الأحد، إن هذه الضربات تأتي رداً على هجمات صاروخية شنّتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال أحدها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمالي العراق.
إذ يتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
يتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتان لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين. وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.