يُعد القمر أقرب جارٍ للإنسانية، والجسم السماوي الذي أتيحت للإنسان فرصة زيارته بالفعل، وعلى الرغم من قربه وأهميته للحياة على الأرض، فإن القمر لا يزال يحتفظ بأسرار كثيرة ومثيرة للاهتمام.
نتعرف في هذا التقرير على حقائق غريبة عن القمر.
1- الزلازل على سطح القمر
على الرغم من كونه قطعةً كبيرةً من الصخور المُصمتة ذات النشاط الجيولوجي القليل، فإن القمر عرضة لنوبات الاهتزاز، التي تشبه الزلازل.
وهناك أنواع مختلفة من الزلازل منها: الزلازل العميقة، وهي الاهتزازات الناتجة عن تأثيرات النيزك، والزلازل الحرارية التي تُسببها حرارة الشمس، وهي اهتزازات غير مؤذية نسبياً.
يمكن لهذه الزلازل تسجيل ما يصل إلى 5.5 درجة على مقياس ريختر، وهو ما يكفي لنقل قطع من الأثاث الكبير في جميع أنحاء المنزل، وتستمر هذه الزلازل لمدة 10 دقائق قوية بشكل ملحوظ، وفقاً لوكالة ناسا.
الشيء المخيف حول الزلازل هو أنه ليس لدينا فكرة حقيقية عن أسبابها، فمثلاً تحدث الزلازل الأرضية عادة بسبب حركة الصفائح التكتونية، وهي الصفائح التي لا توجد من الأساس في القمر.
2- القمر يحتوي على كميات من القمامة
عندما زار الإنسان سطح القمر، تعامَل مع المكان على أنه منطقة تنزّه، ومع مرور الوقت تمكّن رواد الفضاء الذين زاروا القمر من ترك القليل من القمامة.
وتشير التقديرات إلى أن هناك 181 ألفاً و473 كيلوغراماً (حوالي 400000 رطل) من المواد التي يصنعها الإنسان على سطح القمر.
لكن ليس رواد الفضاء فقط هم المسؤولون عن هذا الأمر، فمعظم هذه القمامة هي حطام من تجارب مختلفة لاستكشاف الإنسان للفضاء، وهناك أيضاً بعض النفايات، مثل حاويات أنابيب رواد الفضاء.
3- هناك شخص مدفون في القمر
اخترع جين شوميكر، وهو عالم فلك وجيولوجي شهير بمثابة أسطورة في مجاله، مجال البحث العلمي للتأثيرات الكونية، وتوصل إلى الأساليب والتقنيات التي استخدمها رواد فضاء أبولو في البحث عن القمر.
أراد شوميكر أن يكون رائد فضاء بنفسه، لكن تم رفضه بسبب مشكلة طبية بسيطة.
كان هذا الرفض أكبر خيبة أمل له، ومع ذلك لم يتخل عن الأمل، ظل شوميكر يحلم بأنه سيزور القمر يوماً، وهو ما حدث بالفعل، لكن بعد وفاته.
فعندما توفى شوميكر حققت ناسا أمنيته الثمينة وأرسلت رماده إلى القمر مع المنقب القمري في عام 1998، ولا يزال رماده هناك، منتشراً بين غبار القمر.
4- خطورة الغبار القمري
أحد أكثر مخاطر القمر إثارة للدهشة هو الغبار القمري، كونه ناعماً مثل الدقيق.
بفضل هذا الملمس وجاذبية القمر المنخفضة، يعلق الغبار في كل مكان، وقد واجهت ناسا العديد من المشاكل الناجمة عن غبار القمر.
إذ تسبّب في تآكل أحذية رواد الفضاء بالكامل تقريباً، كما انتقل الغبار داخل السفن مع بدلات الفضاء، وتسبب في "حمى قش القمر"، التي أصابت رواد الفضاء الذين استنشقوه.
وقد ظهرت أعراض "حمى القش القمرية"، كما وصفها رائد ناسا، هاريسون شميت، أثناء بعثة أبولو 17، لدى جميع الرواد، الذين كان عددهم نحو 12 رائد فضاء.
شملت الأعراض العطس واحتقان الأنف، وتشير الأبحاث إلى أن الغبار القمري يمكن أن يُدمر خلايا الرئة والدماغ، بعد التعرض الطويل له.
5- الجاذبية المُنخفضة تُصعب الحركة
الجاذبية على سطح القمر تعادل سدس مثيلتها على سطح الأرض، مما يجعل التحرك على سطح القمر صعباً.
يقول رائد الفضاء Buzz Aldrin إن بدلات الفضاء كانت غير مُناسبة للتنقل، وتسبّب كل هذا في إغراق أقدامهم في غبار القمر لمسافة تصل إلى 15 سم (6 بوصات).
على الرغم من انخفاض الثقل، فإن القصور الذاتي وهو مُقاومة الشخص التغيرات في الحركة على سطح القمر مرتفع، لذلك تصبح الأمور صعبة إذا أراد التحرك بسرعة أو تغيير الاتجاهات.
وإذا أراد رواد الفضاء السير بسرعة أكبر من المشي البطيء، فعليهم التحرك كما يتحرك الكنغر، وهذا يمثل مشكلة أخرى، لأن التضاريس مليئة بالحفر ومخاطر التعثر قائمة بشدة.
6- القمر يؤثر على النوم:
لا يمكن إنكار تأثيرات القمر على الأرض والعكس، وقد تمتد آثار القمر على البشر أنفسهم، فيعتقد الكثيرون أن البدر يبرز أغرب سلوك لدى الناس، لكن العلم لم يكن قادراً على تقديم دليل قاطع على ذلك، لكن هناك شيء واحد استطاع العلم تأكيده، وهو أن القمر يملك تأثيراً على دورة نومنا.
وفقاً للتجربة المستندة إلى المتطوعين التي أجرتها جامعة بازل في سويسرا، فإن مراحل القمر تؤثر على دورات نوم الإنسان، وتزعجها بطريقة قابلة للقياس بشكل واضح، وعادة ما يكون النوم الأسوأ في الليالي التي يكتمل فيها القمر.