تعتزم الصين إعادة تفسير الكتب والنصوص الدينية في البلاد بما يتناسب مع أفكار الحزب الشيوعي الحاكم، وتوجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصةً الإنجيل والقرآن والتعاليم البوذية، وفق ما أوردته صحيفة le figaro الفرنسية.
وسائل إعلام صينية أوضحت، الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2019، أن الحزب الحاكم أعطى في اجتماع له مع ممثلي الجماعات الدينية والعقائدية بالبلاد، تعليمات بإعادة تفسير الكتب والنصوص الدينية بما يتناسب مع أفكار الحزب الشيوعي الحاكم وظروف العصر الحالي.
كما أشارت إلى أن الاجتماع رفيع المستوى جرى في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بحضور وانغ يانغ كبير المستشارين السياسيين الصينيين، ودُعي إليه ممثلون عن المنظمات الدينية في البلاد.
إذ أكد وانغ خلال الاجتماع، أن السلطات الدينية ينبغي لها أن تتبع توجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتفسر الأيديولوجيات المختلفة الخاصة بالأديان بما يوافق "القيم الأساسية للحزب" و "متطلبات العصر".
في حديث لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، قال الباحث بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية رين يانلي، إن "اجتماع بكين الذي حضره ممثلو المنظمات الدينية المختلفة، سيزيد من سيطرة الحكومة على الأديان". وأضاف يانلي أن "التشديد في السيطرة على الأديان سيكون له تأثير سلبي".
كما أكد أن من الضروري أن تركز الحكومة الصينية على الاقتصاد والمجتمع عوضاً عن السيطرة على الأديان.
بدوره، قال المؤرخ الصيني تشانغ ليفان، إن "النظام الشيوعي يرى أن الأديان والمذاهب أيديولوجيات منافِسة له".
جاء اجتماع نوفمبر/تشرين الثاني 2019 مع ممثلي المنظمات الدينية، وسط اتهامات لاذعة تُوجَّه إلى الصين بخصوص تعاملها مع أقلية الإيغور المسلمة التي توجد غرب البلاد في منطقة شينجيانغ.
إذ تصاعدت مؤخراً حدَّة الغضب بين المسلمين في عدة دول عربية ومسلمة، بسبب استمرار اضطهاد الصين أقلية الإيغور في إقليم شينجيانغ، إذ أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتعريف بقضية مسلمي الإيغور، والتنديد بـ "الإرهاب"، الذي تمارسه الصين بحقهم، إضافة إلى خروج آخرين في مسيرات لدعم الأقلية المسلمة.
منذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة". وفي أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
كما تفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليوناً من الإيغور، في حين تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 في المئة من السكان.