أجرى وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس، الأحد، 22 ديسمبر/كانون الأول، زيارة مفاجئة لمدينة بنغازي الليبية (شرق)، التقى خلالها بأعضاء في حكومة الشرق الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر غير المعترف بها دولياً.
وزير خارجية اليونان يزور خليفة حفتر
حسب وسائل إعلام محلية، فإن من بين من التقاهم دندياس، رئيس حكومة الشرق عبدالله الثني، ووزير خارجيتها، عبدالهادي الحويج.
المصادر نقلت عن الوزير اليوناني قوله خلال اللقاء، إن حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دولياً)، "لا تملك حق إبرام مذكرة تفاهم مع تركيا"، وفق زعمه.
كما نشرت وسائل إعلام محلية صورة من لقاء الوزير اليوناني بحفتر خلال الزيارة.
في المقابل قالت الحكومة الليبية في بيان لها إن زيارة وزير الخارجية اليوناني لبنغازي خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن
تأتي هذه التطورات في ظل التصديق على الاتفاقية الأمنية بين تركيا وحكومة الوفاق
تأتي التطورات هذه في ظل تصديق البرلمان التركي على اتفاقية أمنية عسكرية تم إبرامها بين تركيا وليبيا تسمح بدعم تركي عسكري لحكومة الوفاق
حيث شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن أنقرة لن تتراجع حتماً عن مذكرة التفاهم مع ليبيا، مؤكداً استعدادها لتعزيز البعد العسكري للمساعدات إلى طرابلس، من البر والبحر والجو، إذا تطلب الأمر.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته، الأحد، في مراسم إنزال "بيري رئيس"، الغواصة الحديثة محلية الصنع، إلى الماء بولاية قوجه أيلي (شمال غرب).
قال الرئيس أردوغان "سنقيم كافة الإمكانيات التي من شأنها تعزيز البعد العسكري لهذه المساعدات (إلى ليبيا) من البر والبحر والجو إذا تطلب الأمر. تركيا لن تتراجع حتماً عن خطواتها في سوريا ولا عن مذكرة التفاهم مع ليبيا. اليونان والدول الداعمة لها كانت منذ فترة طويلة تسعى إلى جعل تركيا غير قادرة على أن تخطو خطوة في البحر".
أردف أردوغان، "كما نعلم أن بعض الدول العربية المطلة على البحر المتوسط وإسرائيل، تقوم بمساع مشابهة. ليس لدينا نية لافتعال مشاكل مع أحد أو اغتصاب حقوق أي كان. لم نتخل عن ضبط النفس، إلى أن بلغ السيل الزبى، حيث لم يعد بالإمكان التزام الصمت، واتباع سياسة خجولة".
أضاف: "إذا تخلينا عن الإجراءات التي بدأناها مع قبرص التركية وليبيا فإنهم (اليونان وداعموها) لن يتركوا لنا أي ساحل ندخل منه البحر. الأطراف التي تناصب العداء لتركيا، لا تهمها الحقوق والعدل والأخلاق والإنصاف على الإطلاق".
قال "يكنون حقداً كبيراً حيال تركيا والأمة التركية، لدرجة أنهم لن يكتفوا باقتلاعنا من الأناضول فحسب، بل سيجتثون جذورنا من العالم، لو تسنى لهم ذلك. سياسة تركيا، ليست التورط في مأزق عبر السعي للقيام بأمور لا تطيقها، أو التدخل في أماكن بغير وجه حق".
وهاجم أردوغان الأطراف الدولية الداعمة لحفتر
أما عن الأطراف الداعمة لللواء المتقاعد خليفة حفتر، قال أردوغان، "يدافعون عن بارون حرب بدلاً عن الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.. ليبيا وتركيا جارتان بحريّاً".
لفت أردوغان إلى أن تركيا أقدمت على الخطوات الأولى بشأن تحديد مناطق الصلاحية البحرية مع ليبيا قبل 10 أعوام في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
أضاف "تحدثنا آنذاك مع القذافي حول الموضوع على الخريطة، وتوصلنا معه إلى تطابق في وجهات النظر. إلا أن الاضطرابات في المنطقة أدت إلى بعض التأخير في نقل نص التفاهم إلى أرضية قانونية".
أكد أردوغان استعداد تركيا للحوار مع كل من يدعي أنه صاحب حق في هذا الشأن، وإيجاد أرضية مشتركة على أساس العدل. "لكن لا يأتينا أحد بنية إقصائنا وحبسنا في سواحلنا واغتصاب مصالحنا الاقتصادية".
رداً على انتقادات أوساط معارضة في الداخل، لسياسات تركيا في محيطها الإقليمي، أعاد الرئيس أردوغان للأذهان نضال مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في ليبيا، عندما كان ضابطاً في الجيش العثماني.
فيما تتخوف واشنطن من اقتحام حفتر للعاصمة طرابلس
حيث أبدت واشنطن، قلقها من تهديد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بـ"استخدام الأصول الجوية الأجنبية" والمرتزقة لمهاجمة مصراتة غربي ليبيا.
جاء ذلك في بيان صادر السبت عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس.
نددت أورتاغوس باستهداف المدنيين الأبرياء، داعية "جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد".
الخميس، أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني، شن طيران أجنبي غارات على أهداف بمصراتة.
كما أعلنت قوات "الوفاق"، مقتل 3 أشخاص، السبت، جراء غارات نفذها طيران إماراتي على مسلاتة (شمال غرب)، واستهداف الأحياء السكنية بغارتين في مدينة زليتن (شمال غرب).
تشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوماً متعثراً للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً.
أجهض هذا الهجوم جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.