بسبب فيديو «يسيء إلى شخصيات شيعية».. أنصار حزب الله وحركة أمل يشتبكون مع الجيش اللبناني

قوات الجيش اللبناني أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار لجماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين حاولوا اقتحام ميدان في بيروت.

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/17 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/17 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش
من المواجهات الأخيرة بين الجيش اللبناني وأنصار من حزب الله وحركة أمل/ رويترز

قال شهود وتقارير إعلامية إن قوات الجيش اللبناني أطلقت، مساء الاثنين 16 ديسمبر/كانون الأول 2019، الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار لجماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين حاولوا اقتحام ميدان في بيروت رداً على تسجيل فيديو يسيء إلى شخصيات شيعية.

إذ تجمع مئات الشبان على دراجات نارية في وسط بيروت ملوحين براياتهم الحزبية والدينية ومرددين "شيعة.. شيعة" وأشعلوا النار في إطارات سيارات. وقال الشهود إنهم ألقوا حجارة ومفرقعات على قوات الأمن بالمكان.

فقد تجاهل الشبان دعوات السياسيين لضبط النفس، وحاولوا كسر طوق أمني لاقتحام الميدان الذي يخيّم به المتظاهرون في إطار احتجاج مناهض للحكومة قائم منذ أسابيع.

أحداث عنف في لبنان ذات طبيعة "طائفية"

أظهرت تغطية حية بثتها قنوات تلفزيونية محلية عشرات الشبان وقد أحرقوا إطارات وحطموا مباني إدارية وأضرموا النار في عدد من السيارات في محيط المنطقة القريبة من طريق رئيسي يؤدي إلى الأجزاء الشرقية والغربية من العاصمة.

سبق أن استهدفت جماعات شيعية المحتجين المعتصمين في الميدان من قبل غضباً من هتافات تنال من زعمائها السياسيين، غير أن أحداث العنف، الثلاثاء، كانت ذات طبيعة طائفية واضحة.

تردد أن تسجيل الفيديو الذي ألهب المشاعر في بلد تتغلغل فيه الانقسامات الطائفية أعده لبناني سني من مدينة طرابلس الشمالية يقيم بالخارج وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي مدينة صيدا التي تقطنها غالبية سنية بالجنوب اللبناني، ذكرت قنوات تلفزيونية أن مجموعات من الشبان الملثمين اقتحمت ميداناً رئيسياً، وأشعلت النيران في عدد من الخيام التي أقامها المتظاهرون المعتصمون بالموقع منذ أسابيع.

وتجتاح لبنان موجة احتجاجات ضخمة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول أدت إلى استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء، وسط غضب من إخفاق الحكومة في معالجة أسوأ أزمة اقتصادية بالبلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.

وبعد مرور أكثر من سبعة أسابيع على استقالة الحريري، ما زال السياسيون عاجزين عن الاتفاق على إدارة جديدة رغم تصاعد الأزمة المالية.

بينما يستمر عجز السياسيين عن تشكيل الحكومة

أجّل الرئيس اللبناني ميشال عون الاستشارات النيابية من أجل الإعلان عن رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة اللبنانية، إلى غاية يوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول 2019.

وسائل إعلام لبنانية قالت إن قرار الرئاسة اللبنانية جاء بناء على طلب من رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي كان من المنتظر أن يكلف بتشكيل الحكومة الجديدة الإثنين 16 ديسمبر/كانون الأول. 

صحيفة الأخبار اللبنانية أوضحت، نقلاً عن مصادر "سياسية"، أن طريق الاستشارات النيابية المٌلزِمة والمحدّدة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة لا تبدو معبّدة بالتوافُق. وإن كانَت المُعطيات حتى ساعات الليل المتأخرة الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول تقاطعت حول إمكان ألا يجتاز الرئيس سعد الحريري لعتبة الستين صوتاً من أصل 128 نائباً، إلا أن شكل الحكومة سيجعل مهمّة التأليف "شبه مستحيلة"، وفق أكثر من مصدر سياسي.

فالظروف والعوامل المحيطة بعملية التأليف باتت متشابكة ووصلت إلى طريق "مسدود"، ولا تقلّ نتائجها غموضاً ومأساوية عن مصير البلد المالي – الاقتصادي وسطَ توقعات بتسارع وتيرة الانهيار والنكبات المعيشية التي حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن تفضي إلى "مجاعة"!

قالت أيضاً إنه منذ تأجيل موعد الاستشارات، لم تتغيّر سقوف التفاوِض عند الأفرقاء الأساسيين في فريق 8 آذار – التيار الوطني الحر. التيار يرفُض المُشاركة في أي حكومة برئاسة الحريري، فإما حكومة أخصائيين من رئيسها إلى وزرائها، وإما مشاركة الوزير جبران باسيل أسوة بالحريري.

تحميل المزيد