أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول، موعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي (بريكست)، بعد فوز حزب المحافظين بزعامته بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة.
إذ قال جونسون لأنصاره المحتفلين: "سننجز البريكست في الوقت المحدد بحلول 31 يناير/كانون الثاني بدون أعذار أو تحفظات أو احتمالات".
المحافظون يكتسحون نتائج الانتخابات
يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من فوز حزب المحافظين الحاكم بالأغلبية المريحة التي تمكنه من قيادة الحكومة بمفرده، وتمرير بريكست بعد أكثر من عام من الجمود بسبب إعاقة البرلمان.
إذ حصل المحافظون على 363 مقعداً من إجمالي مقاعد مجلس العموم الـ650، وذلك بعد فرز 648 دائرة انتخابية، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
بالمقابل، مُنيَ حزب العمال المعارض بهزيمة كبيرة في الانتخابات، حيث خسر 59 مقعداً من المقاعد التي فاز بها في انتخابات 2017، فيما قالت الشبكة البريطانية إن حزب العمال حصل على نحو 203 مقاعد، ما يمثل الخسارة الأكبر للحزب ذي التوجهات اليسارية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وبذلك تمكَّن الحزب الحاكم من الفوز بمقاعد في دوائر انتخابية كانت خاضعة لسيطرة العمال الذي يواجه انتقادات ومزاعم متكررة بمعاداة السامية.
وقد اعتبر جونسون هذه النتائج بمثابة تفويض "لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" الشهر المقبل، وقال: "إنه ليس من الممكن تنظيم استفتاء ثانٍ لبريكست"، وهو ما كانت تدعو إليه أحزاب معارضة.
إذ يسمح فوز حزب جونسون بدفع صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر البرلمان، والبدء في التفاوض على صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي.
من جهته، أعلن زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين، أنه لن يقود حزبه في أي انتخابات عامة مستقبلاً، لكنه أكد بقاءه على رأس الحزب لفترة حتى يتم "التفكير" ومناقشة الخطوات القادمة.
انتخابات مبكرة هي الأولى منذ 100 عام
فيما تعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها انتخابات برلمانية في شهر ديسمبر/كانون الأول منذ 100 عام، وهي الثالثة في أقل من 5 سنوات بعد انتخابات 2015، و2017.
فعادة ما تجري الانتخابات في بريطانيا كل 4 أو 5 سنوات، لكن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صوَّت نواب البرلمان لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعد تعثُّر محاولات الخروج بالبلاد من الاتحاد الأوروبي.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وافق مجلس العموم البريطاني على دعوة رئيس الوزراء بوريس جونسون لإجراء انتخابات مبكرة في 12 ديسمبر/كانون الأول، في محاولة منه لكسر مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ارتفاع الأسهم الأوروبية بعد إعلان موعد خروج بريطانيا
اقتربت الأسهم الأوروبية من مستوى قياسي مرتفع، اليوم الجمعة، بفعل الآمال في خروج بريطاني منظّم من الاتحاد الأوروبي بعد فوز انتخابي كاسح لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ومؤشرات على توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجارة في اللحظات الأخيرة.
إذ تعتقد الأسواق أن فوز حزب المحافظين سيسمح لجونسون بإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال أسابيع، ما يهدئ المخاوف من خروج عشوائي وقد يُنهي عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته بريطانيا لثلاث سنوات ونصف.
وقد قفز مؤشر "فايننشال تايمز" للأسهم المتوسطة، الذي يركز على الشركات البريطانية، 3.6% في الساعة 0806 بتوقيت غرينتش، متفوقاً على المؤشر الأوروبي ستوكس 600 الذي ارتفع 1.5%، مدعوماً بمكاسب في أسهم المرافق والشركات الصناعية والمالية.
ترامب ونتنياهو كانا أول مَن هنَّأ جونسون بالفوز
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانا أول مَن هنَّأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على فوزه في الانتخابات.
إذ اعتبر ترامب أنه سيكون بوسع البلدين الآن إبرام اتفاق تجاري "ضخم" جديد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأضاف في تغريدته على تويتر: "يمكن أن يكون هذا الاتفاق أكبر بكثير وأكثر ربحية من أي اتفاق يمكن إبرامه مع الاتحاد الأوروبي. احتفل يا بوريس".
كذلك رحبت إسرائيل، بالفوز، إذ هنَّأ نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، جونسون، فقد كتب نتنياهو: "أهنِّئ صديقي بوريس جونسون على انتصاره التاريخي في الانتخابات ببريطانيا. هذا هو يوم عظيم بالنسبة للشعب البريطاني وللصداقة التي تسود بين البلدين".
بينما قال كاتس في بيانٍ رسمي: "هذا ليس مجرد نصر سياسي، إنه أولاً وقبل كل شيء نصر القيم، لقد صوّت الجمهور البريطاني بأغلبية ساحقة ضد شبح معاداة السامية الذي لاح بالأفق في هذه الحملة"، بعد أيام من إعرابه عن أمله في خسارة منافسه كوربين.
إلى ذلك قال كاتس في بيانه اليوم: "بريطانيا حليف وثيق ومهم لإسرائيل، ونحن ملتزمون بتطوير وتعزيز هذه الشراكة على جميع المستويات".