كشف البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر روسيا من التدخل في الانتخابات الأمريكية، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول 2019.
إذ قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جودي ديري، في بيان، عن اجتماع ترامب مع لافروف في المكتب البيضاوي: "حذر الرئيس ترامب من أي محاولات روسية للتدخل في الانتخابات الأمريكية".
من جهته، أكد لافروف أن موسكو تريد نشر الاتصالات الأمريكية الروسية التي قال إنها برأت ساحة روسيا من مزاعم تدخلها في الانتخابات الأمريكية عام 2016، لكن واشنطن منعت نشرها.
خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال لافروف إن الاتصالات كانت مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لكنه لم يقدم تفاصيل. وكرر نفي التدخل الروسي.
إذ أبلغ لافروف، في بيان البيت الأبيض، وقال في مؤتمر صحفي بمفرده في المساء عبر مترجم: "تعرفون أننا لم نناقش الانتخابات بالفعل".
أما ديري فقال إن ترامب حث روسيا أيضاً على حل الصراع مع أوكرانيا، مضيفاً: "أكد الرئيس ترامب أيضاً دعمه للحد من الأسلحة في العالم على نحو فعال لا يشمل روسيا فحسب، بل الصين أيضاً".
جدد لافروف أيضاً عرض موسكو تمديد معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة، بينما أكد ترامب وبومبيو الحاجة إلى حوار استراتيجي يشمل الصين أيضاً.
وأحيت زيارة لافروف تساؤلات بشأن ما إذا كانت روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 التي أوصلت ترامب إلى السلطة، وما إذا كانت ستفعل ذلك مرة أخرى في عام 2020.
وأجمعت تقارير استخباراتية أمريكية على اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز بها دونالد ترامب وبرزت أخيراً شبهات بأن روسيا قد تتدخل مجدداً في انتخابات 2020.
التدخل في الانتخابات الذي ورط ترامب
يواجه الرئيس الأمريكي حالياً تحقيقات على خلفية اتصاله بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أجل حث الأخير على فتح تحقيق بشأن عائلة منافسه الديمقراطي في رئاسيات 2020 "جو بايدن".
إذ أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، في وقت سابق، رسمياً، بدء إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب ومحاسبته، وذلك بعد رفضها لوقت طويل اتخاذ هذا الإجراء.
فيما ذكرت وكالة رويترز في وقت سابق أن المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، سيبحث إن كان ترامب التمس مساعدة أوكرانيا لتشويه سمعة بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظاً لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة لعام 2020.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب ضغط على رئيس أوكرانيا مراراً للكشف عن معلومات بشأن نجل خصمه الديمقراطي جو بايدن.
إذ نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة لم تكشف عنها، أن ترامب حثَّ زيلينكسي، خلال مكالمة هاتفية في يوليو/تموز الماضي، على فتح تحقيق في كيفية حصول هانتر بايدن، على وظيفة في شركة غاز أوكرانية، مضيفة أن ترامب حثَّ زيلينسكي، على العمل مع رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي، لفتح تحقيق في المسألة.
زيارة لافروف الأخيرة
أما عن زيارة لافروف الأخيرة إلى واشنطن فقد انتهت 2017 بعاصفة من النقد بعد أن نشرت وسائل الإعلام الرسمية في روسيا صوراً له هو مع المسؤولين الأمريكيين وهم يبتسمون ويصافحون بعضهم، بعد أن مُنع المصورون الصحفيون الأمريكيون من حضور اللقاء.
حيث كشف المسؤولون الأمريكيون لاحقاً عن أن ترامب كشف عن معلومات سرية للغاية في اللقاء للوزير لافروف، وهي معلومات متعلقة بمصدر معلومات استخباراتية حساس يتعلق بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
جاء الاجتماع بعد يوم من إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومي، الذي كان يقود التحقيق في علاقة ترامب بمسؤولين روس. وتفيد تقارير بأن ترامب قال للافروف إن كومي كان "مجنوناً"، و"مختلاً".
قال أندرو فايس، وهو باحث متخصص في الشؤون الروسية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "كان الأمريكيون لا يزالون يتصارعون حول التأثيرات المباشرة التي تلت التدخل الروسي في انتخاباتنا، وأداروا المشهد العام على نحو سيئ للغاية". وأضاف: "استغل الروس الأمر بابتهاج، وهو ما دفع بفكرة أن التدخل الروسي يمكن أن يُعفى عنه".