تعهد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، وأكبر رئيس وزراء في العالم، الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول 2019، بتسليم السلطة لأنور إبراهيم خليفته المنتظر.
إذ قال مهاتير (94 عاماً) في مقابلة مع "رويترز" إنه لن يسلم السلطة قبل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) التي ستستضيفها ماليزيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكنه سيكون مستعداً لتسليمها بعد ذلك، أي بعد عام من الآن.
تحدث مهاتير الذي سيترك فترة ولايته الخامسة قبل إتمامها عن قطعه وعداً بهذا الأمر، إذ قال في تصريحه الذي نقلته الوكالة: "قطعت وعداً بتسليم السلطة وسأفعل، وبقبول ذلك فكرت في أن التغيير قبل قمة أبك مباشرة سيعطل الأمور".
لكنه عاد وأكد أن قبول الناس له من عدمه أمر لا يعنيه بعد ترك المنصب، إذ قال: "ما يعنيني بالأمر، هو أنني سأتنحى وأسلمه السلطة. إذا كان الناس لا يريدونه فهذا شأنهم، لكنني سأفي بما وعدت به.. بصرف النظر عن أي مزاعم. لقد قطعت وعداً وسأفي به".
كذلك رد مهاتير على سؤال عما إذا كان تسليم السلطة سيتم في ديسمبر/كانون الأول عام 2020، قائلاً "سنبحث ذلك عندما يحين وقته".
وحول سؤاله عن شعوره بالتعب من رئاسة الحكومة في هذا السن، أجاب: "لا أبالي بالتعب، أحاول القيام بتمارين رياضية بسيطة، لكني بالأساس أبقي على وزني ثابتاً.. يبلغ وزني 62 كيلوغراماً منذ 30 أو 40 عاماً، لا يتغير. لا آكل كثيراً. لا آكل.. عندما يكون الطعام شهياً. لا آكل أكثر من اللازم".
علاقة مهاتير محمد بأنور إبراهيم
شهدت العلاقة بين الرجلين اضطراباً، إذ كانا حليفين ثم نشبت خلافات بينهما قبل أن يتحدا من جديد من أجل الوصول إلى السلطة في مايو/أيار 2018، عندما انتخب مهاتير رئيساً لحكومة ائتلافية يقود أنور (72 عاماً) أكبر حزب فيها بعد خروج الأخير من السجن في تهم تتعلق بالفساد.
وقد تعهد مهاتير الذي شغل منصب رئاسة الوزراء 22 عاماً (من 1981 إلى 2003، كان أنور نائبه من 1993 إلى 1998) في حملته الانتخابية عام 2018، بتسليم السلطة لأنور، لكن معارضين لمهاتير شككوا في إمكانية ذلك، كونه يحتاج مزيداً من الوقت لإخراج البلد المثقل بالديون من مشاكله.
إلا أن مهاتير يأمل في التوصل إلى تسوية خارج المحكمة مع بنك غولدمان ساكس في وقت قريب بشأن فضيحة تتعلق بالصندوق السيادي الماليزي للتنمية (إم.دي.بي1)، التي دفعت أسعار السندات الماليزية للارتفاع.
وإلى جانب سعيه لأن يصبح أول زعيم في العالم يستضيف قمة "أبك" مرتين يسعى مهاتير كذلك لتعزيز مكانته كزعيم للعالم الإسلامي بإقامته قمة مقررة في كوالالمبور الأسبوع المقبل ستضم زعماء إيران وباكستان وتركيا وقطر ودولاً إسلامية أخرى، لبحث ما يتعرض له المسلمون من قمع في بعض الدول على رأسها قضية الإيغور في إقليم تشنغيانغ الصيني، وأقلية الروهينغا المسلمة من حكومة ميانمار.