فقدت الشابة الفلسطينية مي أبو رويضة (23 عاماً) عينها اليمنى، جراء إصابتها بطلقة مطاطية، أطلقها عليها الجنود الإسرائيليين، الجمعة، 6 ديسمبر/كانون الأول، خلال مشاركتها في مسيرات العودة وكسر الحصار الأسبوعية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
شابة فلسطينية تفقد عينها بسبب رصاصة إسرائيلية
حيث تقول الشابة التي تسكن مخيم المغازي وسط القطاع في حديثٍ خاص لوكالة الأناضول، السبت 7 ديسمبر/كانون الأول: "كنت أقف مثل باقي المتظاهرين على حدود مخيم البريج الشرقية، دون ممارسة أيّ نشاط ضد الجيش (الإسرائيلي)، وفجأة سقطت أرضاً وبدأت الدماء تخرج من عيني".
توضح أبو رويضة أنّ المتظاهرين تجمعوا على مشهد إصابتها وحملوها للمستشفى الميداني، وبعدها نقلت بسيارة الإسعاف، لمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وبعدها لمجمع الشفاء الطبي في قلب مدينة غزة، ثم لمستشفى النصر للعيون، وهناك تم استئصال عينها.
حيث تؤكّد أنّ الجندي الإسرائيلي، الذي أطلق عليها النار، تعمد إصابتها بشكلٍ مباشر، حيث أنّه أطلق باتجاهها قنابل الغاز المسيل للدموع، قبل العيار المطاطي.
وكشفت الشابة الفلسطينية عن إصاباتها السابقة بالرصاص الحي
أشارت أبو رويضة إلى إنّها أصيبت قبل ذلك أربع مرات خلال مشاركتها في مسيرات العودة وكانت إحداها بالرصاص الحي.
أضافت: "إسرائيل تتطلع من خلال استهدافنا للسيطرة على الأرض بشكلٍ أوسع، وتشديد الحصار المفروض علينا في قطاع غزة بلا وجه حق منذ ١٣ عاماً".
الشابة الفلسطينية أردفت: "هذا لن يحصل لأنّ الشعب الفلسطيني بطبعه لا يصمت عن حقه".
في ذات السياق، يذكر والد الشابة سليمان أبو رويضة (53 عاماً) أنّ ابنته اعتادت على المشاركة في المسيرات "بشكلٍ سلمي خالص، وكانت تحرص في كل مرة على أن تبقى بعيدةً عن المواجهة المباشرة مع الجنود الإسرائيليين".
يضيف (باكياً) في حديث خاص لوكالة الأناضول: "حين خرجت ميْ في اليوم الذي أصيبت فيه، طلبت مني الدعاء لها، وأخبرتني أنّها ستعود سالمةً من جديد، لكنّ الأمر كان عكس ذلك، وعادت لي ولأسرتها المكونة من عشرة أفراد بعينٍ واحدة".
قال إن ابنته تخرجت من جامعة الأزهر بغزة، قبل شهر واحد، منهيةً سنوات دراستها لتخصص السكرتاريا الطبية.
والد الشابة يوضح أنّها لم تكن تحلم وقت تخرجها إلا "بوظيفةٍ وحياةٍ آمنة، لكنّ إسرائيل استكثرت عليها ذلك الطموح والحلم".
حيث أضاف أن ابنته تشارك في مسيرات العودة، لأنها "تعشق بلادها ولطالما تحدثت عن شوقها لأرضها التي تم تهجير أجدادها منها.
وقد أجرت الشابة عملية جراحية تم فيها استئصال عينها المصابة
تلقى الأب خبر إصابة ابنته بصعوبةٍ بالغة، لاسيما وأنّ أحد الجيران أخبره بينما هو في طريقه للمستشفى أنّه شاهد فيديو لمي وإصابتها كانت تظهر في منطقة الوجه.
ينوه إلى أنّه وصل لمستشفى شهداء الأقصى الواقع في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة على عجلةٍ، وهناك أخبره الأطباء مباشرة أنّ إصابة ابنته خطرة.
يتابع: "كان الأمر صعباً جداً، وقرر الطاقم الطبي نقلها لمستشفى الشفاء لإجراء الفحوصات، وهناك صعقني أحد الأطباء بخبر وجوب الاستئصال الفوري للعين".
ثم يبيّن أنّه على إثر ذلك حُولت مي لمستشفى العيون، وجرت عملية الاستئصال التي استمرت لساعتين.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الجمعة في بيانٍ وصل للأناضول أنّ طواقمها تعاملت مع 37 إصابة بجراح مختلفة، منها 4 بالرصاص الحي و10 بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط، جراء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في فعاليات الجمعة الـ 38 لمسيرة العودة شرق قطاع غزة.
منذ مارس/آذار 2018، يشارك فلسطينيون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
فيما يقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.