قالت وكالة رويترز أن الطرح العام الأولي لعملاق النفط المملوك للدولة أرامكو السعودية الأكبر في التاريخ، لكنه سيظل أقل بفارق كبير من القيمة الشاهقة البالغة تريليوني دولار التي طالما سعى إليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
حيث أعلنت شركة سامبا كابيتال تغطية اكتتاب شركة أرامكو السعودية، بنسبة 465٪، عبر جمع 446 مليار ريال (119 مليار دولار).
فيما قالت الشركة، التي تدير الاكتتاب، إنها حددت السعر النهائي للطرح بـ32 ريالاً (8.5 دولاراً)، بعد أن كان النطاق السعري بين 30 و32 ريالاً في بداية عملية بناء سجل الأوامر للمؤسسات.
أما حصيلة الاكتتاب فبلغت 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار)، نتيجة طرح 1.5٪ من أسهم الشركة، بما يعادل 3 مليارات سهم.
حققت أكبر اكتتاب في العالم
بذلك تصبح القيمة السوقية لأرامكو عند 1.7 تريليون دولار، مما يجعلها تتخطى آبل بفارق مريح، لتصبح أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة.
حسب مسح لوكالة الأناضول التركية، فإن اكتتاب أرامكو يتجاوز الطرح الأولي لشركة علي بابا الصينية، ويصبح أكبر اكتتابات العالم.
فيما تبلغ تغطية حصة الأفراد البالغة مليار سهم 153٪، وتغطية حصة "المؤسسات" البالغة ملياري سهم بنسبة 620٪.
وبدأ اكتتاب الأفراد على سهم أرامكو اعتباراً من 17 حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بينما انتهى اكتتاب المؤسسات الذي بدأ بنفس التاريخ في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كما بدأت أكبر شركة نفط في العالم طرح 1.5٪ من أسهمها في سوق الأسهم المحلية، 3 مليارات سهم، منها 0.5٪ للأفراد (مليار سهم)، و1٪ للمؤسسات (2 مليار سهم).
رغم مخاوف المستثمرين العالميين
ومنذ 2018، أجّلت السعودية في أكثر من 4 مناسبات طرح "أرامكو" 5٪ من أسهمها في السوق المحلية إضافة إلى بورصة أو اثنتين عالميتين.
فيما يرى مراقبون أن الهجوم على أرامكو، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أدى إلى تنامي مخاوف المستثمرين العالميين إزاء قدرة المملكة على حماية واحدة من أهم منشآت الطاقة العالمية.
أما الرياض فلم تفصح عن شيء فيما يتعلق بموعد أو مكان إدراج أرامكو في الخارج.
ومنتصف سبتمبر/أيلول 2019، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي "بقيق" و "خريص" التابعتين لشركة "أرامكو"، جراء استهدافهما بطائرات مسيّرة، تبنته جماعة "الحوثي.
واعتمدت أرامكو السعودية على مستثمرين محليين وإقليميين لبيع حصة 1.5٪ بعد اهتمام فاتر من الخارج حتى مع التقدير المنخفض لقيمة الشركة البالغ 1.7 تريليون دولار.
خسائر الهجمات الحوثية
فيما كان الهجوم على منشآت شركة أرامكو في شرق السعودية أشبه في تأثيره بحرب صغيرة، حيث أدى الهجوم إلى تخفيض إنتاج أرامكو بمعدل يبلغ 5.7 مليون برميل، أي فقدت المملكة أكثر من نصف معدلها الطبيعي من إنتاج النفط.
وفجأة، وجدت شركة أرامكو النفطية السعودية نفسها في قلب المعركة، سواء بين إيران وأمريكا، أو المحتدمة بين الحوثيين والسعودية في اليمن، وباتت أكبر شركة نفطية في العالم هدفاً لضربات متوالية.
فقد تعطَّل إنتاج وتصدير النفط بالسعودية، بعد تعرّض معملين كبيرين لأرامكو لهجمات بطائرات مسيرة، أحدهما أكبر معمل لتكرير الخام في العالم. فيما قالت مصادر إن الهجوم أثَّر على إنتاج يشكل نحو 5% من إمدادات النفط العالمية.
وتسبب الهجوم الذي استهدف بقيق وخريص في اشتعال عدد من الحرائق، لكن المملكة قالت فيما بعد إنها تمكنت من السيطرة عليها.
فيما أنتجت الشركة 10.3 مليون برميل يومياً من النفط في العام الماضي مستفيدة من أقل تكلفة بالعالم لإنتاج الخام وهي 2.8 دولار للبرميل وفقاً لوثائق من الشركة. وأنتجت أيضاً 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و8.9 مليار قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي يومياً.