أعلنت وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء 4 ديسمبر/كانون الأول 2019، أن الزعيم كيم جونغ أون، عاد إلى حصانه الأبيض لتفقد "مواقع المعارك الثورية" على جبل مقدس تغطيه الثلوج، فيما تنبأت بيونغ يانغ بصدور قرار مهم يتعلق بسياسة البلاد في وقت لاحق من هذا الشهر.
ترمز صور كيم على ظهر الخيل، وهو يعود إلى جبل بايكتو بعد زيارة مماثلة في أكتوبر/تشرين الأول، إلى الكثير. لكن الإعلان عن القرار المرتقب كان لا يقل أهمية، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.
مستقبل غامض لمباحثات أمريكا وكوريا
تشير الصحيفة إلى أن هيئة رئاسة المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري قررت عقد اجتماع عام للجنة المركزية السابعة لحزب العمال الكوري في الجزء الأخير من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، "لمناقشة القضايا الحاسمة واتخاذ قرار بشأنها بما يتماشى مع احتياجات تطور الثورة الكورية والوضع المتغير في الداخل والخارج".
ببسيط العبارة، بعد إعطاء الولايات المتحدة فرصة حتى نهاية العام لتغيير نهجها في محادثات نزع السلاح النووي وتحذيرها من أن كوريا الشمالية ستتبع "نهجاً جديداً"، يبدو أن كيم اتخذ قراره بشأن ما يجب أن يكون عليه هذا النهج، مثلما قال الخبراء.
تشونغ سيونغ تشانغ، المتخصص في الشؤون الكورية الشمالية في معهد سيجونغ في كوريا الجنوبية، قال إن "الإعلانين (ركوب الحصان والقرار المرتقب) لا يبشران بالخير للعلاقات مع واشنطن".
أضاف تشانغ أن "كيم جونغ أون يظهر عداءً قوياً تجاه الولايات المتحدة ورغبة قوية لمقاومتها، ولذلك حشد الدعم قبل الإعلان عن النهج الجديد".
توقع تشانغ أيضاً "أن يشهد الاجتماع العام للحزب انتقادات قوية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ومن المرجح أن تعلن كوريا الشمالية عن وقف المحادثات النووية والإعلان عن كوريا الشمالية قوة نووية".
أما أنكيت باندا، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في اتحاد العلماء الأمريكيين، فقال إن الاجتماع العام لحزب العمال الكوري الشمالي أكثر أهمية من خطاب كيم المنتظر بداية العام الجديد.
لم يستبعد باندا عودة كوريا الشمالية إلى سياسة "byungjin" التي تتزامن فيها التنمية العسكرية مع الاقتصادية، فخلال آخر اجتماع عام عقده الحزب في أبريل/نيسان الماضي، دعا كيم الولايات المتحدة إلى اتخاذ "قرار جريء" بينما هدد بأن تتبع بلاده "نهجاً جديداً".
كان أحدث تحذير كوري شمالي قد صدر أمس الثلاثاء، وقالت فيه بيونغ يانغ إن الوقت ينفد قبل الموعد النهائي الذي حددته والذي يتزامن مع نهاية العام، وهددت أيضاً بتقديم هدية عيد ميلاد غير مرحب بها للولايات المتحدة، لكن الخبراء قالوا إنها قد تكون قد اتخذت قرارها بالفعل.
رسالة سياسية
لذا تأتي زيارة كيم جونغ على ظهر حصانه لجبل بايكتو محملة بالرسائل، فالجبل جزء من الأسطورة الثورية لكوريا الشمالية باعتباره مسقط رأس والد كيم، كيم جونغ إل، وقاعدة عسكرية رئيسية لجده، كيم إل سونغ، خلال قتاله ضد الحكم الاستعماري الياباني.
تُفسَّر زيارة زعيم الجيل الثالث إلى الجبل على أنها محاولة لتلميع قيادته، وإعداد البلاد لتغيير في السياسة.
اللافت أيضاً أن الزيارات السابقة لكيم جونغ إلى الجبل، كانت تأتي قبل اتخاذ قرارات مهمة.
قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن "من الأمور التي تحمل أهمية تاريخية كبيرة أن كيم جونغ أون، القائد العظيم لثورتنا الذي بدأ فترة تطورت فيها الثورة بشكل كبير، ترك شخصياً أثره المقدس في مواقع المعارك الثورية في منطقة جبل بايكتو، مصدر شريان الحياة للثورة والوطنية التي لا تنضب، في الثلوج الغزيرة".
أما كيم فقال إن جولته "زادت من إصراره على الدفاع عن مكاسب الثورة"، وأضاف أن "الشعب الكوري بحاجة إلى أن يفهم التقاليد الثورية لجبل بايكتو فهماً صحيحاً، وأن هذا سوف يساعدهم على إظهار كرامة البلاد وشرفها أمام العالم".
اعتبر الزعيم الذي يوصف بالديكتاتور أن هذه الروح ستمكنهم من التغلب على "الحصار والضغط غير المسبوقين اللذين فرضهما الإمبرياليون، وستساعدانهم على الاستعداد لثورتنا وطبيعتها القاسية طويلة الأمد"، وفق قوله.