ارتفعت حصيلة قتلى "معركة جديدة" اندلعت بين أفراد من عصابات المخدرات والشرطة في المكسيك إلى 21 قتيلاً، مما يضع ضغوطاً أكبر على الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور للحد من عنف العصابات، بعد أن توعدت أمريكا بتصنيفها على أنها جماعات إرهابية.
حكومة ولاية كواويلا في شمال المكسيك قالت، الأحد 1 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن قوات الأمن بالولاية قتلت 14 مسلحاً يومي السبت والأحد، بعد اندلاع اشتباك عنيف في بلدة فيلا يونيون الصغيرة القريبة من حدود ولاية تكساس الأمريكية، وقالت حكومة الولاية في وقت سابق إن الشرطة قتلت بالرصاص 17 من أفراد عصابة.
كذلك لقي أربعة رجال شرطة حتفهم في الاشتباكات، مما أثار انتقادات جديدة لأسلوب الحكومة في التعامل مع تلك العصابات القوية.
تشير تفاصيل الهجوم إلى أن المسلحين هاجموا البلدة في قافلة شاحنات صغيرة مدججة بالسلاح، وأمطروا مكاتب رئيس بلدية فيلا يونيون بالرصاص، واشتبكوا مع الشرطة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، ودوت أصوات إطلاق النار في شوارع البلدة.
تحدثت تقديرات حكومة كواويلا عن أن أكثر من 60 مسلحاً شاركواً في القتال وأنها صادرت 17 مركبة، وقالت السلطات أيضاً إن شرطة الولاية قتلت عدداً من المسلحين أثناء مطاردتهم، ومن المعتقد أن هؤلاء المسلحين أعضاء في عصابة نورث إيست من ولاية تاماوليباس.
مخاوف في المكسيك
تضاف الأحداث التي وقعت في فيلا يونيون إلى سلسلة من الأخطاء الأمنية التي أثارت تساؤلات بشأن سياسة الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور.
قال لوبيز أوبرادور، خلال كلمة أمام عشرات الآلاف من أنصاره في ذكرى مرور عام على توليه الرئاسة، إن المكسيك ستعالج مشكلاتها الأمنية بعد تصريحات ترامب.
رغم إدراك الرئيس المكسيكي لمحاولات ترامب تصنيف عصابات المخدرات المكسيكية على أنها جماعات إرهابية، قال لوبيز أوبرادور، إنه "لن يقبل أي تدخل من الخارج، إننا بلد حر ذو سيادة".
أثارت تصريحات ترامب مخاوف في المكسيك من أن تحاول واشنطن القيام بتحرك من جانب واحد لسحق عصابات المخدرات، ومن المقرر أن يزور وزير العدل الأمريكي ويليام بار المكسيك هذا الأسبوع لبحث التعاون الأمني.
اتهامات لرئيس المكسيك
كانت الحكومة المكسيكسية قد تعرضت لانتقادات في الداخل والخارج بعد قتل تسعة أطفال ونساء أمريكيين من أصل مكسيكي من طائفة المورمون بشمال المكسيك في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وإفراج القوات المسلحة عن ابن معتقل لقطب المخدرات خواكين "إل تشابو" جوسمان تحت ضغوط من مسلحين بعصابات مخدرات في مدينة كولياكان.
يتهم منتقدون لوبيز أوبرادور بالإذعان لعصابات المخدرات، ولكنه دافع عن الإفراج عن أوفيديو جوسمان قائلاً إن "ذلك حاول دون إراقة دماء بلا داعٍ"، وأضاف في وقت سابق: "خصومنا يمكن أن يقولوا إننا أظهرنا ضعفاً، ولكن لا شيء أهم من إنقاذ حياة الناس".
يشار إلى أن معدل الجرائم ارتفع في المسكيك إلى مستويات قياسية، حيث زاد بنسبة 2% في الأشهر العشرة الأولى من تولي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.
في هذا السياق، قال مسؤولون فيدراليون مؤخراً، إن هناك 29 ألفاً و414 جريمة قتل في 2019، مقارنة بـ28 ألفاً و869 عام 2018.