الجيش يبسط نفوذه.. القوات العراقية تعلن تشكيل «خلايا أزمة» لمواجهة «الاضطرابات الشعبية»

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/28 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/28 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش
Members of riot police are seen during ongoing anti-government protests in Najaf, Iraq November 27, 2019. REUTERS/Alaa al-Marjani

بعد ليلة ساخنة شهدتها محافظات عراقية، أسفرت عن إحراق القنصلية الإيرانية في مدينة النجف، أعلن الجيش العراقي، الخميس 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تشكيل "خلايا أزمة" لمواجهة ما وصفها بـ "الاضطرابات الشعبية" المتصاعدة. 

وقال الجيش في بيان له إنه قرر تشكيل "خلايا أزمة" برئاسة السادة المحافظين، كما قرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في هذه الخلايا. 

وأوكل الجيش لهذه الخلايا تولّي القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظات والعمل على مساعدة محافظي المدن في أداء مهامهم. 

وتمثل الاحتجاجات التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول أكثر التحديات تعقيداً للطبقة الحاكمة التي يهيمن عليها الشيعة وتدير مؤسسات الدولة وشبكات من المحسوبية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأطاح بصدام حسين.

مستوى جديد من العنف

وبلغ العنف مستوى جديداً، عندما اقتحم محتجون عراقيون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوب العراق، وأضرموا فيها النار، في مشهد هو الأشد تعبيراً حتى الآن عن المشاعر المناهضة لإيران في أوساط المتظاهرين العراقيين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ أسابيع في بغداد وجنوب البلاد ذي الأغلبية الشيعية وقتلت قوات الأمن المئات منهم بالرصاص.

وتعتبر النجف من المدن المقدسة لدى الشيعة وهي مكان إقامة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الذي عبر أكثر من مرة عن دعمه لمطالب الاحتجاجات الشعبية.

القنصلية الإيرانية في مدينة النجف العراقية بعد إحراقها من قبل المتظاهرين/ رويترز
القنصلية الإيرانية في مدينة النجف العراقية بعد إحراقها من قبل المتظاهرين/ رويترز

لم يكن هناك دبلوماسيون إيرانيون في المبنى وقت الهجوم، كما لم ترد تقارير عن وقوع خسائر إيرانية.

لكن الهجوم يشكل ضربة رمزية كبيرة لإيران، التي تضع أهمية كبيرة لمدينة النجف، معقل الشيعة في جنوب العراق، حيث تربط بين وجودها في المدينة بعلاقتها الدينية في الأماكن المقدسة في المدينة. 

وقالت الشرطة ومصادر الدفاع المدني والمسعفون إنه تم إجلاء العاملين بالقنصلية قبل قليل من اقتحام المتظاهرين لها. ولم ترد بعد تقارير عن سقوط ضحايا.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن السلطات أعلنت حظر التجول بعد وقت قصير من الواقعة.

وقال الشيخ فاضل البديري ، وهو رجل دين كبير في النجف ، إن الهجوم على القنصلية "يرسل رسالة واضحة مفادها أن شريحة من المجتمع العراقي ترفض الوجود السياسي الإيراني في البلاد وتحملها المسؤولية عن جلب هذه الحكومة".

وأغلق المحتجون العديد من الطرق في جنوب العراق بالإطارات المشتعلة واشتبكوا مع الشرطة في بغداد يوم الأربعاء بهدف استغلال الاضطرابات الاقتصادية كأداة ضغط للإطاحة بالحكومة‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬واقتلاع جذور الفساد المستشري على مستوى المسؤولين.

وقتلت قوات الأمن شخصين بالرصاص في كربلاء ليل الثلاثاء وقتلت اثنين آخرين في بغداد يوم الأربعاء، بينما قتل خامس بأعيرة نارية أطلقتها قوات الأمن خلال احتجاجات في البصرة، كبرى مدن الجنوب. وقال شاهد من رويترز إن المتظاهرين منعوا الموظفين الحكوميين من الوصول إلى العمل في البصرة بإقامة حواجز من الخرسانة تم طلاؤها لتصبح مثل نعوش أقاربهم الذين قتلوا خلال الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع.

الحكومة العراقية تدين وتحذر

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية العراقية ما تعرَّضت له القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوبي البلاد من اعتداء، فيما لفتت إلى أن الغرض من هذا العمل إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين.

وبيّنت الوزارة في بيان أن "الغرض منها بات واضحاً وهو إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخيّة بين العراق وإيران".

وأضافت: "حذرنا من دُخُول أشخاص يبتغون حرف التظاهرات ذات المطالب الحقة عن جادّة الانضباط القانوني.. وما تعرّضت له القنصليّة في النجف دليل واضح لما يحمل هؤلاء من أجندات بعيدة عن المطالب الوطنيّة".

وحثت الخارجية في بيانها "المتظاهرين إلى أخذ الحيطة والحذر من هؤلاء المشبوهين الذين يرومون تشويه سُمعة التظاهرات المُطالِبة بالإصلاح".

تحميل المزيد