فجَّرت دراسة جديدة قام بها علماء فلك صينيون، مفاجأة، عندما عثروا على ثقب أسود عملاق على الجانب الآخر من مجرة درب التبانة، كان يقول العلماء إنه يجب ألا يكون موجوداً من الأساس، بحسب ما نشره موقع إذاعة CBS News الأمريكية.
الدراسة التي نُشرت أمس الأربعاء، 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في مجلة Nature، تحدث فيها علماء فلك صينيون عن تفاصيل اكتشافهم ثقباً أسود، أُطلق عليه LB-1، في مجرة درب التبانة أكبر 70 مرة من حجم الشمس.
فريق البحث من الأكاديمية الصينية للعلوم، قام باستخدام " تلسكوب الألياف الطيفية متعدد الأجسام" (LAMOST) للبحث عن علامات وجود LB-1.
باستخدام التلسكوب LAMOST، وجد الفريق نجوماً تتحرك في السماء، تدور فيما يبدو حول شيء غير مرئي.
تمعن العلماء أكثر في هذه النجوم التي تتحرك في السماء، وباستخدام التلسكوب LAMOST، اكتشفوا أيضاً نجماً جديداً حجمه أكبر حوالي 8 مرات من الشمس، يدور حول "الثقب الأسود الغامض" على مسافة 15 ألف سنة ضوئية من الأرض.
ووفقاً للبيان الصحفي، فإن "هذا البحث أشبه بالعثور على إبرة وسط كومة قش؛ هناك نجم واحد فقط من كل ألف قد يدور حول ثقب أسود".
وقال الباحث الرئيسي، الأستاذ الجامعي جيفينغ ليو: "من المفترض ألا توجد ثقوب سوداء بمثل هذه الضخامة في مجرتنا، بحسب الدراسات والأبحاث التي تسلط الضوء على تطور النجوم".
وأضاف: "اعتقدنا أن النجوم العملاقة في مجرتنا تفقد معظم غازاتها، عندما تقترب من نهاية أعمارها، وبالتالي يقل حجمها".
وأضاف: "لذا، من المفترض ألا تُخلف هذه النجوم وراءها ثقباً أسود بهذا الحجم، والذي بلغ ضعف الحجم الذي كنّا نعتقد أنه ممكن. ولكن هذا يشكل تحدياً جديداً أمام واضعي النظريات الذين سوف يحاولون تفسير تكوين هذا الثقب الأسود".
يستطيع العلماء اكتشاف بعض الثقوب السوداء عندما تقوم بامتصاص بعض الغازات من نجم قريب منها أو يدور حولها، هذه الظاهرة تجعل الثقوب تطلق انبعاثات قوية من الأشعة السينية، ولكن هذه الظاهرة نادرة الحدوث إلى حد ما، لذلك لم يرصد العلماء سوى عشرين ثقباً أسود بهذه الطريقة.
ويقدّر علماء الفلك أن مجرة درب التبانة قد تحتوي على ما يصل إلى 100 مليون ثقب أسود.
وقال الأستاذ الجامعي ديفيد ريتز من جامعة فلوريدا، مدير مرصد ليغو: "هذا الاكتشاف يجبرنا على إعادة اختبار نماذجنا حول كيفية تكوين الثقوب السوداء".
ووجدت الدراسات الحديثة التي استخدمت أجهزة متخصصة في رصد موجات الجاذبية، حدوث تموجات في الزمكان ناتجة عن اصطدام ثقبين أسودين اندمجا لاحقاً لتشكيل ثقب أسود أكبر. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُكتشف فيها ثقب أسود عملاق لهذه الدرجة في مجرة درب التبانة.
وقال ريتز: "هذه النتيجة الرائعة إلى جانب اكتشافات موجات الجاذبية للاصطدامات الثنائية للثقوب السوداء خلال السنوات الأربع الماضية تشير إلى نهضة كبيرة في فهمنا للفيزياء الفلكية للثقوب السوداء".